للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإِذا سَما بالجْيش آذنَ كلَّ من ... نَهضَتْ إِليه جُيوشُه بهَلاك

شِيَمٌ كَمَوْشِيِّ الرّياض وراءَها ... عَزمٌ كَحَدِّ الصَارم البنّاكِ

يتلو مآثِرَها الزَّمان بأَلْسُن ... فُصُحٍ فيعجَزُ عن مدى الإِدراك

بَهَرتْ فضائلُه العُقولَ فما عسى ... يأْتي الثَّناءُ به ويَحْكي الحاكي

فَلْيَهْنِه المُلكُ الذي قال العُلى ... للدّينِ والدُّنيا به بُشْراكِ

ولْيَبْقَ تخِدُمُهُ السُّعودُ كأَنّها ... أَسرى لَدَيْه لا تُرى لفِكاك

جَذْلان، ما استدعَتْ بواعِثُ نفسِه ... كأْسَ المُنى إِلاّ أَجَبْنَ بِهاكِ

وقوله يمدح الأميرين ابني عمران:

هو مَفْخَرٌ فوق السِّماك مُخَيِّمُ ... ومآثرٌ من دُونِهّن الأَنْجُمُ

وعُلىً على وجْهِ الزَّمان نَضارَةٌ ... منها وفي ثَغْر الكمال تَبَسُّمُ

ومكارمٌ شَرَع المُكرَّمُ دينَها ... وحَكاه فيما سَنَّ منها الأَكرمُ

وتَلا مآثِرَه الأَثيرُ وهكذا الْ ... اَشْبال تَفْري ما فَراه الضَّيْغَمُ

مَلِكان للمُلْكِ الخَطير تطاولٌ ... بهما وللزَّمَن الأَخير تَقَدُّمُ

قمران في أُفُق النَّهار، وفي النَّدا ... بَحران، ذا طامٍ وهذا مُفْعَمُ

يَتَبارَيان فضلائلاً وفواضلاً ... وكلاهما فيما أَحَبَّ مُحَكَّمُ

فإِذا جرى ذِكْرُ المُلوك فَعَنْهما ... بالفضل أَلسنةُ الزَّمان تُتَرْجم

وإِذا الكِرام تطاوَلَتْ لِمَداهما ... قَصُرَتْ وأَينَ من السَّنام المَنْسِمُ

وإِذا أَفاضا في البيان وأَعْربا ... نُطْقاً فَسَحبانْ الفَصاحةِ مُفْحَمُ

فكأَنْ أَلسنةَ البلاغةِ عنهما ... تُملي بديعَ القول أَو تتكلم

فتكادُ تَنْظِمُ دُرَّ ما فاها به ... لو أَنَّ دُرَّ القول مِمّا يُنظمُ

سَبَقا إِلى العَلْياءِ في سِنِّ الصِّبا ... وتناولا أَقصى الذي يُتَوَهَّمُ

وتَسَنَّما رُتَب الفَخار وجاوزا ... في العِزِّ مَنْ يَسْمو ومن يَتَسَنَّمُ

وتعاظما كرماً وشادا في العُلى ... ما كان شادَ مُعَظَّمٌ ومُكَّرمُ

فالمجدُ مَوْقوف عليهم والنَّدى ... وإِليهما دونَ الأَنام مُسَلَّمُ

والوفْدُ مُنتجِعٌ إِلى مَغناهما ... إِذ في أَكُفِّهما السَّحابُ المُثْجِمُ

والرَّكبُ إِما مُسْتَقِلٌّ بالغِنى ... أَو قاطنٌ أَو قاصدٌ ومُيمِّمُ

لا يَسْأمُ الوفدُ الوُرودَ إِليهما ... ونداهما مُتَدَفِّق لا يَسْأَمُ

جعلا بِقاعَهما الشَريفَة مُلْتَقىً ... إِذ للنَّدى عَلمٌ هناك ومَعْلَمُ

فهلمْ ببابِهمُ الشّريفِ تَزاحُمٌ ... وكذا التزاحمُ حيث يُلفَى المَغْنَمُ

ولكلِّ أَرضٍ مَوْسِمٌ ولَدَيهْما ... في كلّ يوم بالمواهب مَوْسِمُ

ولو أنَّ هامي السُّحْبِ دام، حَكاهما ... لكنَّ جُودَهما أَعمُّ وأَدْومُ

نشآ عَلَى دينِ المَكارِم والنَّدَى ... واستنبطا بالعلم ما لا يُعلَم

واستعبدا السّاداتِ بالنِّعَمِ التي ... أَضحى لها في كلِّ جِيدٍ مِيسَمُ

فهي القلائدُ في الرِّقابِ وإِنَّما ... أَسنى القلائدِ في الرِّقاب الأَنْعُمُ

وأَمدَّ سَعدَهُما الإِلُه بِسَعْدِ مَن ... تُسْدي العَوارِف في الإِله وتُنْعمُ

مولاتِنا السّامي محل فَخارِها ... في حيث لا يسمو السُّهى والمرْزمُ

ووليَّةِ الفضل التي إِفضالها ... يَحْيا به العافي ويَغْنى المُعْدمُ

وعزائمُ الشَّيخ السعيد فإِنّه ... مُذْ كان، ماضي العَزْم فيما يَعْزِمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>