للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انْظُرْ إلَيْهِ تَضَرَّجَتْ وَجَناتُهُ ... خَجَلاً وَقَدْ عاتَبْتُهُ في صَدِّهِ

إنْ تَخْبُ نَارُكَ فَاقْتَبِسْ مِنْ مُهْجَتيأَوْ يَفْنَ وَرْدُكَ فاقْتَطِفْ مِنْ خَدِّهِ

وبيتان عملهما ليكتبا على قائم سيفٍ وهما:

أَنَا وَالنَّدى سَيْفَانِ في ... يَدِ مَاجِدٍ نَصَرَ الْمَكارِمْ

هذا يَفُلُّ بهِ الْخُطو ... بَ وَذا يَقُدُّ بِه الْجِماجِمْ

وقوله في الشوق:

وَتَعْتَادُني ذِكْراكَ في كُلِّ ساعَةٍ ... فَتَشْتَفُّني حَتّى تَهَيِّجَ وَسْواسي

وَأَشْتَاقُكُمْ وَالْيَاْسُ بَيْنَ جَوانِحيوأَبْرَحُ شَوْقٍ مَا يَكُونُ مَعَ الْيَاسِ

وَلوْلا الرَّدى مَا كانَ بِالْعَيْشِ وَصْمَةٌوَلوْلا النَّوى مَا كانَ بِالْحُبِّ مِنْ بَاسِ

وقوله وقد أدنى إليه غلامٌ شمعةً فوقعت قطرةٌ منها عليه، فأحرقته:

يا مُؤْذِياً بالنّارِ جِسْمَ مُحِبِّهِ ... نارُ الْجَوى أَحْرى بِأَنْ تَؤُذِيِه

وَلِحَرِّهَا بَرْدٌ عَلَى كَبِدي إذا ... أَيْقَنْتُ أَنَّ تَحَرُّقي يُرْضيهِ

عَذِّبْ بهَا جَسَدي فدِاكَ مُعَذَّباً ... وَاحْذَرْ عَلَى قَلْبي فَإنَّكَ فيهِ

وقوله في الخمر ويصف شراباً أصفر:

يا حُسْنَهَا صَفْراءَ ذاتَ تَلَهُّبٍ ... كالنّارِ إلاّ أَنَّهَا لاَ تَلْفَحُ

عاطَيْتَنيهَا وَالمِزاجُ يَرُوضُها ... وَكَأَنَّهَا في الْكأْسِ طِرْفٌ يَجْمَحُ

وَتَضَوَّعَتْ مِسْكِيَّةً فَكأَنَّهَا ... مِنْ نَشْرِ عِرْضِكَ أَوْ ثَنَائِكَ تَنْفَحُ

وقوله وهو متوجهٌ من خراسان إلى دمشق:

أَلاَ لَيْتَ شِعْري هَلْ أَبْيتَنَّ لَيْلِةً ... يُرَوِّحُني بالْغُوطَتَيْنِ نَسيمُ

وَهَلْ تَجْمَعَنَّ الْكأْسُ شَمْلي بِفِتْيَةٍعَلَى الْعَيْشِ مِنْهُمْ نَضْرَةٌ وَنَعيمُ

وقوله في يوم مطرٍ زاره فيه محبوبه:

لِلهِ يَوْمٌ سَقَانا اللَّهْوُ وَالمَطَرُ ... بِه وَأُحْمِدَ مِنّا الْوِرْدُ وَالصَّدَرُ

يَوْمٌ كَفَانَا مِنَ اللَّذّاتِ أَنَّ بِهلمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ حَتّى زَارنا الْقَمَرُ

في قامَةِ الْغُصْنِ إلاّ أَنَّهُ رَشَأٌ ... في طَلْعَةِ الْبَدْرِش إلّا أَنَّهُ بَشَرُ

زِيَارَةٌ لَيْتَ يَوْمي لا يَكُونُ لَهُ ... فيها عِشاءٌ وَلَيْلي ما لَهُ سَحَرُ

وقوله:

بِنَفْسِيَ مَنْ تُضيءُ بِه الدَّياجي ... وَيُظْلِمُ حينَ يَبْتَسِمُ النَّهَارُ

وَمَنْ أَمَلي لِزَوْرَتِه غُرورٌ ... وَمَنْ نَوْمي لِفُرْقَتِهِ غِرارُ

وقوله في جواب كتابٍ:

وافى كِتابُكَ أَسْنى ما يَعودُ بِهِ ... وَفْدُ الْمَسَرَّةِ مِنّي إذْ يُوافيني

فَظَلِتْ أُطْويهِ مِنْ شَوْقٍ وَأَنْشُرُهُ ... وَالشَّوْقُ يَنْشُرُني فيهِ وَيَطْويني

وقوله في قدحٍ وقع من يد الساقي فانكسر:

أَتُرى أَبْصَرَهُ مِثْلي الْقَدَحْ ... فَغَدا زَنْدُ حَشَاهُ مُقْتَدَحْ

فَانْثَنى مُنكَسِراً مِنْ وَجْدِهِ ... بكَسِيرِ الطَّرْفِ كالظَّبْيِ سَنَحْ

قَمْرٌ يَسْعَدُ أَنْ يُشْبِهَهُ ... قَمْرُ اللَّيْلِ إذا الليَّلْ ُجَنَحْ

لَبِسَ الْحُسْنَ كَشَمْسِ الدَّوْلَةِ المَلْ ... كِ إذْ يَلْبَسُ مَعْشوقَ الْمِدَحْ

وقوله في مجلس شراب:

قُلْتُ لِلساقّي وَقَدْ طافَ بها ... قَهْوَةً مَصْبوغَةً مِنْ وَجْنَتَيْهِ

أَتُرى مِنْ دَنِّةِ أَتْرَعَها ... أَمْ تُرى أَتْرَعَها مِنْ مُقْلَتَيْهِ

أَمْ تُراهُ شارِباً مِنْ رِيِقِهِ ... ضِعْفَ ما يَشْرَبُ قَوْمٌ مِنْ يَدَيْهِ

فأَرى أَعْطافَهُ شاهِدَةً ... أَنَّهُ قَدْ جارَتِ الْكأْسُ عَلَيْهِ

مَنْ يَكُنْ هَامَ مِنَ الْوَجْدِ بِهِ ... فَلَقَدْ ذُبْتُ مِنَ الشَّوْقِ إلَيْهِ

<<  <  ج: ص:  >  >>