للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نابَتْ كِتابتُهُ مَنَابَ كتيبةٍ ... كُفِلَت بهزمِ كتائبٍ وجحافل

كم جادَ إسعافاً لعافِيهِ وكم ... أَمْلَى النجاجَ على رجايَ الآمل

بيراعهِ أبداً يُرَاعي عالِمٌ ... في سِرْبه ويُرَاعُ سِرْبُ الجاهل

فعَدُوُّهُ في عَدْوِهِ، وَوَلِيُّهُ ... في عَدْلِهِ، يا حُسْنَ عادٍ عادل

ريَّانُ من ماءِ التقى، صادٍ إلى ... كَسْبِ المحامدِ، وهْي خيرُ مناهل

غَطَّتْ فضيلتُهُ نقيضةَ دهرنا ... عنا وأذهب حقه بالباطل

كفلت كفايته بكل فضيلة ... أَكْرِمْ بكافٍ للفضائلِ كافل

أكْرِمْ به من خِدْنِ إفضالٍ وذي ... فَضْلٍ لأهل الشام شافٍ شامل

ما حلَّ في بلدٍ فكان مَحلُّهُ ... إلا محلَّ حَياً بروضٍ ماحل

ففداءُ حزمِكَ كلُّ غاشٍ غاشمٍ ... وفداءُ فضلكَ كلُّ غافٍ غافلِ

يا أَوحدَ العصرِ الذي بَزَّ الورى ... فضلاً بغير مُشَاكهٍ ومُشَاكلِ

يا أفضلَ الفصحاءِ بل يا أفصحَ ... الٍبلغاءِ منفرداً بغيرِ مُسَاجل

يا حالياً بالفضل حَلِّ تفضلاً ... مني بجَدِّكَ جيدَ حظٍ عاطل

كم ناقصٍ إدبارُه قد ردَّني ... لكنَّما إقبالُ فضلِكَ قابلي

قد كان هذا الشامُ لولا أنتمُ ... روعَ المقيم به وروحَ الراحل

كيف السبيلُ إلى نجاح مقاصدي ... ومحاسني وهي العيوبُ وسائلي

مالي وجاهَ الجاهلين فأَغْنِني ... عنهمْ كُفِيتَهُمُ وجُدْ بالجاهِ لي

جُدْ لي بِمنَّتِكَ الضعيفةُ مُنَّتي ... عنها وأَثْقِلْ من جميلك كاهلي

أرجوكَ معتنياً لدى السلطانِ بي ... كَرَماً فمثُلكَ يَعْتَنِي بأَمَاثِلِي

تُوفِي وليَّكَ دَيْنَ مَجْدٍ عاقَهُ ... ليُّ الوعودِ من الزمانِ الماطل

قَرِّرْ ليَ الشغلَ المُنَخَّلَ مُخْلِياً ... بالي من الهمِّ المقيمِ الشاغل

لا زلتَ غيثَ مكارمٍ وبقتَ غَوْ ... ثَ أَكارمٍ وسلمتَ لَهْفَ أَفاضل

ومدحته بمصر وذلك في شهر رمضان من سنة اثنتين وسبعين بقصيدة أولها:

بِحَيَاتِكمْ ما عندكمْ بَعْدي ... فَسِوَى الأَسَى ما بَعْدَكُمْ عندي

جُودُوا بِرِفْدٍ من خيالكمُ ... فخيالكمْ لي غايةُ الرفد

أَسْدُوا إِليَّ يداً لأَشْكُرَهَا ... فالشكرُ لا يعدو يدَ المُسْدِي

مالِي مجيرٌ غيرُ طَيْفِكُمُ ... يُهدي إليَّ القربَ في البعد

والعينُ قد دَمِيَتْ وليس لها ... إلا مَعينُ الدَّمعِ مِنْ وِرْد

والسمعُ في وَقْرٍ لعاذِلِهِ ... فيكمْ ونارُ الشوقِ في وَقءد

مَنْ غَيْركم للوصلِ أَسْتَدْعي ... أو مَنْ على الهِجْرَانِ أَسْتَعْدِي

ما كنتُ أَعلمُ قبلَ فرقتنا ... أنَّ الهوى يومَ النوى يُرْدي

سَقَمِي شفائي في مودَّتَكُمْ ... وضلالتي في حُبِّكُمْ رُشْدِي

بالروح يفديكم مُحِبُّكُمُ ... والروحُ أَكرمُ ما به يَفْدي

يا مالِكي رِقِّي أَمَا لَكُمُ ... من رِقَّةٍ يا حافظي وُدِّي

يا جاحدي حقَّ الودادِ وهلْ ... حقُّ الودادِ يضيعُ بالجَحْد

يا دمعُ لا تتركْ مساعدتي ... فقد استقالَ الصبرُ من وجدي

طلبَ التصبرَ جاهداً فأَبى ... قلبٌ من الأشواقِ في جَهْد

وتكحَّلَتْ ليلاً بإِثْمِدِهِ ... عينٌ لهُ مَرِهَتْ من السُّهْد

<<  <  ج: ص:  >  >>