للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مُتَفَرِّدٌ بِتَجَرُّعِ الأَسفِ ... المُظْمِي لشوقِ الأَجرعِ الفَرْد

شَهِدَ الوداعَ فزاده أَلما ... لمَّا أَصابَ الصابَ في الشَّهدِ

إنْ أَنتَ لم تُهْدِ الشفاءَ له ... وهواكَ مُمْرِضُهُ فمن يُهْدِي

أَمَّلْتُ نجحكَ لا تُخِبْ أَمَلِي ... وقصدتُ حِفْظَكَ لا تُضِعْ قَصْدِي

رَحَلُوا وقلبي في رحالِهِمُ ... يشكو صدىً ويُشَاكُ من صَدِّ

أَلقيتُ عند مَثَارِ عِيسِهمُ ... نفسي، وقلتُ خِدِي على خَدِّي

ناديتُ حاديهمْ بعيشكَ قِفْ ... للبين من حَدْوٍ على حَدِّ

رفقاً بعيشهمُ أَمَا لَهُمُ ... مِمَّا بَدَا للبينِ من بُدِّ

فاهدأْ هُدِيتَ فمذ حدوتَ رَمَوْا ... جَلَدي الضعيفَ الأسِّ بالهَدِّ

وَجْدي بمصرَ يَهِيجُ ساكنَهُ ... شَغَفِي بذكرى ساكني نجد

والوجدُ في الأَحزان كامنةً ... عندي خلافُ النار في الزَّنْدِ

ما للأَحِبَّةِ لا عَدِمْتُهُمُ ... رَغِبُوا عن الإسعادِ في الزُّهْد

أَوَ ليسَ أَحبابي بنو زمني ... لا غَرْوَ إنْ لم يحفظوا عهدي

إنْ لم يَفُوا فلقد وفى كرماً ... عبدُ الرحيم بذمَّةِ المجد

الفاضلُ المفضالُ والنَّدِسُ ... المُسْدِي الندي والماجدُ المُجْدِي

ما إنْ يضلُّ بقاصدٍ أَمَلٌ ... إلا ويضمنُ أَنه يَهْدي

يُسْدِي إليَّ منيرَ أَنْعُمِهِ ... وأُنير مِدْحَتَهُ كما أُسْدِي

العُرْفُ معتادٌ له خلقٌ ... وبه تراه غيرَ مُعْتَدِّ

بجنابه يدنو جَنَى أَملي النائي ... وراحةُ حظِّيَ المُكْدِي

أبداً تَوَالَى مِنْ عوارفِهِ ... طُرفٌ تضافُ لنا إلى تُلْدِ

ويرى رجائي من مكارمه ... في النجح طَرْفٌ غيرُ مُرْتَدِّ

زاكي النِّجَارِ أَخُو الفخارِ وذو ... المجد الأَثيرِ الطاهرِ البُرْد

ذو الرتبة الشمَّاءِ والشرفِ العالي ... السَّنَا والسؤْدُدِ العِدِّ

الناسُ كلهمُ له تَبَعٌ ... في فضلهِ والدهرُ كالعَبْد

والبحرُ ذو جَزْرٍ وراحتُهُ ... بحرٌ مدى الأَيامِ في مَدِّ

ومنها في وصف القلم:

وله اليَرَاعُ وَلِيُّهُ أبداً ... يُرْعَى به ويُراعُ ذو الحِقْدِ

كم غاض بحرُ بَنَانِه فغدا ... دُرُّ البيانِ يُساق في العِقْد

إن سوَّد البيضاءَ بَيَّضَ مِنْ ... ثوبِ الليالي كلَّ مُسْوَدِّ

قَلَمٌ أقاليمُ البلادِ به ... وثغورُها في الضَّبْطِ والشَّدِّ

بهُزَالِهِ سِمَنُ العُلاَ وكذا ... في الهَزْلِ منه حقيقةُ الجِدِّ

لِلِسَانِهِ حُجَجٌ يَرُدُّ بها ... جزماً قضايا الألْسُنِ اللُّدِّ

ظمآنُ يُرْوى كلَّ ذي ظمإٍ ... فاعجبْ لذي وِرْدٍ بلا وِرْد

مَلِكٌ كتيبتُهُ كِتابتُهُ ... فَرْدٌ بجيشِ النصرِ في جُنْد

الأسمر الخَطِّيُّ تابِعُهُ ... في حُكْمِهِ والأبْيَضُ الهندي

والنائباتُ بحَدِّهِ أَبَداً ... مثلومةٌ مفلولةُ الحَدِّ

كم مأْزقٍ نَقَّى الغرارُ به ... للرعب من جَفْنٍ ومن غِمْدِ

نَفَذَتْ به اللاماتُ طاعنةً ... أَلفاتِ خُرِصانِ القَنَا المُلْدِ

والسُّمْرُ داميةٌ مطاعِنُها ... كمراودٍ في أعْيُنٍ رُمْد

<<  <  ج: ص:  >  >>