للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علا ابنُ عليٍ فوق كلِّ مُطاوِلٍ ... بِطيبِ السجايا بعد طيب المحامد

وفضلٍ حباه الله منه بمعجزٍ ... ترى أبداً يَرْويه كل معَاند

وجَدٍ بما يهواه خيرِ مساعفٍ ... وسعدٍ لما يبغيه خيرِ مساعد

فيا حاسديه غيظكمْ غيرُ نافذٍ ... ويا حامديه جوده غير نافد

ويا عاذليه في الندى إنّ عذلكم ... كبَهْرَج نَقْدٍ زافَ في عين ناقد

ومنها:

إِذا كَذَبَتْ آراءُ قوم فرأيُهُ ... على مشكلاتِ الغيبِ أصدقُ رائد

وإِن كَتَبَت أقلامُه أَقْصَدَ العدى ... سهام المنايا من سمامِ الأساود

فيحمي سماءَ الملك منها ثواقبٌ ... بكل شهابٍ واردٍ نحو مارد

فيا مشتري وُدَّ القلوبِ وحبَّها ... رويدكَ قد أَسْقَطْتَ نجمَ عُطَارِدِ

كأن العدى عينٌ وكُتْبُكَ عُوذَةٌ ... وقد أَخَذَتْ من صَرْفِهِمْ بالمَراصِدِ

ومنها في توديعه

أَيا راحلاً والدمعُ بي غير واقفٍ ... ويا سائراً والوجدُ بي غيرُ قاعد

يعزّ على ظمآن ملتهبِ الحشا ... فراقُ فراتٍ منك عذبِ المنوارد

تسير فكم باكٍ بأجفان والهٍ ... عليك وكم باكٍ بأجفانِ والد

أُودِّع منك العيشَ عيشَ شبيبتي ... وأقطعُ مني العمرَ عمرَ قصائدي

وأهجرُ إن فارقتني كلَّ لذة ... وأُعربُ من وجدي على كل واجد

فقصَّرَ ربي عُمْرَ ما قد نوى النوى ... ومن لي بتقريبِ النوى المتباعد

وقال يمدحه من قصيدة مضى عنه أولها:

ليالٍ عيونُ الدهرِ عنها نواعسٌ ... تنعَّمْتُ فيها من حسان نواعمِ

وعانقتُ فيها بدرَهَا في معاجرٍ ... على إِثرِ مَن عانقتُهُ في عمائم

وبرَّدْتُ فيها لوعتي من مراشفٍ ... فما زلت أستشفي بلثمِ المباسم

ومنها:

ولما بدا جيدٌ لها ومعاصمٌ ... رأيتُ حبالُ الصبر غيرَ عواصم

وعاوَنَها عينايَ في سفكِ مهجتي ... فمن ذا أُسمِّي عاذلاً غيرَ ظالم

وهدَّ هواها من نُهايَ معاقلاً ... وعهدي بها لا ترتقي بالسلالم

وبعتُ فؤاداً واشتريتُ مَذَلَّةً ... وأُرْبحتُ علمي أنني غيرُ حازم

ومنها في المديح:

من الوارثينَ المجدَ لا عنْ كلالةٍ ... إذا ما ادَّعاهُ أَدعياءُ الأعاجم

ترى ما لَهُ من بذله في مكارهٍ ... وتلقاهُ مسروراً بجمع المكارم

إذا أَوْجَعَت قلبَ امرىءٍ كفُّ حارمٍ ... رأَى من عطايا كفه قلبَ راحم

غرامٌ قديمٌ فيه بالجودِ والندى ... إذا أَثقل الأعناقَ حملُ المغارمِ

ومنها في صفة كتابته:

ويطربُ حُسناً من غدا فيه حتفه ... وقد يُطرب المحزونَ نوحُ الحمائم

ومنها في تهنئته بالصوم:

تَهنَّ بهذا الصومِ يا خيرَ صائرٍ ... إلى كلِّ ما يهوى ويا خيرَ صائم

ومن صام عن كل الفواحشِ عمرَهُ ... فأهونُ شيءٍ هجرُهُ للمطاعم

ومنها:

ولولا نداكَ الغَمرُ لم أَكُ شاعراً ... وقد يشكر الأنهارَ صوتُ العُلاجم

ولا عجباً أنْ صرتُ في خيرِ ناثرٍ ... لدرِّ كلامٍ رائقِ غيرَ ناظم

وقال يمدح أباه ويودعه عند مسيره مع الأجل الفاضل إلى الشام:

أَناخَ بها البارقُ الممطرُ ... ومرَّ النسيمُ بها يخطرُ

وأحيا مسيحُ الحيا نشرَها ... فأصبحَ مَيِّتُها يُنْشَرُ

وأُضْرِمَتِ النارُ من فوقها ... ففاح لها النَّدُ والعنبر

ونبَّهَ فيها صهيلُ الرعودِ ... لواحظ ما خلتُها تسهر

وطاشَ النباتُ فهل راقه ... ليركَبَهُ ذلك الأشقر

وما حملتْ منةً للسحاب ... إلا ومنتُها أكبر

متى جاء من دمعِهِ زائرٌ ... تَلَقَّاه من زهرها مَحْجِرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>