للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال في الملك الناصر:

إن كنتَ تنكر ما أقولُ ... فالسهدُ يشهدُ والنحولُ

وهما لديك من العذو ... لِ فكيف يمكنك العدول

يا صعدةً أنفاسيَ الصُّ ... عَداءُ منها والذبولُ

ومهنداً في القلب من ... هـ على محبته فلولُ

إن كثَّرَ الواشون في ... ك ففي شمائله الشَّمُول

أو صرت معتزليْ فإنَّ ... الفكرَ يُعجبه الحلولُ

إنَّ الغزالةَ كالغزا ... ل وكالنفورِ هو الأُفول

فإلامَ لا يَشْفي الغلي ... لَ بزورةٍ منك العليل

والصبرُ أَقصر ما يكو ... ن إذا الصدودُ بدا يطول

كم حِيلَ بين تجلُّدي ... والقلب إذ حضر الرحيل

وهَمَتْ جفوني بالنجي ... ع كأنما طرفِي قتيل

فاعجب لدمعٍ كيف يظ ... هرُ والنفوس به تسيل

يا قاضياً بهواه فيَّ ... وذلك الدَّلُّ الدليل

فيك الجمالُ كما ملي ... كُ زمانِنَا فيه الجميل

الناصرُ الملك الرءو ... فُ الأروعُ الوَرِعُ المُنِيلُ

مَلِكٌ إذا عَصَتِ الحصو ... نُ سواه كان له الحصول

حَسْبُ العساكِر والعِدا ... أَن النّصولَ به تَصُولُ

ويمينُه سِلْماً تجو ... دُ كما غدت حَزْماً تجول

طالت فروعُ الحمد فيه ... كما زكَتْ منه الأصول

راياته تحكي الأصيلَ ... فرأيه الرأْيُ الأصيل

حيث الخيولُ على الوعو ... رِ كماتُها فيها الوعول

أَمَّا وقد قصدَ الغَزاةَ ... وهنَّتِ القربَ النصول

وبكت به أمُّ الصليبِ ... وشدوُ صارمه الصليلُ

وبدت له أرض الشآ ... مِ تهون إذ كانت تهول

فلسوف يفتحُ قُفْلَهَا ... من قبلِ أَنْ يقع القُفُول

ويعيد ما فَضَّ العِدَا ... بكراً تزف لها الفحول

يا أيها الملك الجليُّ ... الأَمْرِ والملكُ الجليل

كم مِنَّةٍ لك تستطيرُ ... ومُنة بك تستطيل

ولكم صفحتَ عن الغَرو ... رِ وقد تبطَّنَهُ الغلول

وسرت عطاياك الجسا ... مِ كأنك السيفُ الصقيل

أو لا فإنك جوهرٌ ... في الخلق والعَرَضُ العقول

أنت المُقِيلُ من الخطو ... ب وظلُّ دولتك المَقيل

وأنا الفقيرُ إلى ندا ... ك ومن بوارقه السيول

ولقد أضرَّنِيَ الخمو ... دُ كما أضرَّ بيَ الخمول

وقال على لسان إنسان في حاسد، أعان عليه، ثم توجع له:

لا تُصِخْ للحسود في ندبه النع ... مةَ معْ كَوْنِهِ العجولَ إليها

فهو مثلُ السحابِ إذ يسترُ الشم ... سَ عن العينِ ثم يبكي عليها

ومن نور نثره البديع، ونور فجره الصديع، وغرر درره النصيعة، ودراري غرره الصنيعة، ما تحذى له بهائم التمائم، وتحدى به كرائم المكارم، ويربع الحسن في روضه، وتكرع الحسناء في حوضه، وتغتبط الآداب بدابه، وترتبط الألباب ببابه، من مكاتبة:

<<  <  ج: ص:  >  >>