للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها في وصف سفن أنفذها إلى مكة، وفيها غلة:

بجوارٍ تنسابُ في البحر كالأعلام ... تجري بها الرياحُ رُخَاء

حملَ الماءُ كلَّ سوداءَ منها ... حَمَّلَتْ وقرَها يَداً بيضاء

وله من قصيدة في ابن عمار بطرابلس:

جعلنا التشاكي موضع العَتْبِ بيننا ... فأَصدُقُ في دعوى الغرامِ وتكذبُ

ذريني أَصِلْ ليلَ الغرام بعزمةٍ ... تكفَّلُ بالإقبال عنها فتَغْرُب

فلا والعوالي إنها قسَم العلا ... أُقيمُ ولي عن ساحةِ الذلِّ مذهب

ومنها:

ومن كان فخرُ الملك مَرْمَى رجائهِ ... أصاب من الحظّ الذي يَتَطَلَّبُ

بعيدُ مناطِ السيف لو طاول القنا ... تساوى لدى الهيجا لواءٌ ومنكب

ومنها يصف داره:

ويوم ابتدرنا الإذنَ نُرْعَدُ هيبةً ... وقد غصَّ بالرفد الرواقُ المحجَّبُ

وصلنا وسلَّمنا على البدرِ جادَهُ ... سماءٌ لها من ذائبِ التِّبْرِ هَيْدَبُ

وقد نَمْنَم الكفُّ الصَّنَاعُ بأُفْقِها ... رياضاً كأنَّ الجوَّ منهنَّ مُعْشِبُ

ومصقولةِ الأرجاءِ ملثومةِ الثرى ... إلى جنة الفردوسِ تُعْزَى وتنسَبُ

نخالُ بأُولى نظرةٍ أنَّ دُرَّها ... يُنَثَّرُ أو عِقْيانها يَتَصَوَّبُ

وقال من قصيدة:

ذَرَفَتْ مقلةُ الحَيَا بالحَبَابِ ... وانتشى الروضُ حاليَ الجلباب

وتمشَّتْ به الصَّبا وإزارُ ... المُزْن فيه مُجَرَّرُ الهُدَّاب

ومنها:

لم أَنَمْ بعدهم سُلُوّاً ولكنْ ... طمعاً أَن يزورَ طيفُ الرَّبَابِ

يا خليليَّ في الذؤابة من فِهْرٍ ... أَميلا معي صدورَ الرِّكَابِ

وَقِفَا العيسَ كي نُجَدِّدَ عهداً ... للهوى في معاهدِ الأَحْبَابِ

أسقمَ البينُ رَسْمَهَا سقْمَ جسمي ... فكلانا خافٍ عن الطُّلاَّبِ

يا لُواةَ الديون من غير عُسْرٍ ... عُذْرُكُمْ لم يكنْ لنا ي حساب

طال رَعْيي روضَ الأَماني لديكمْ ... ورجوعي عنكمْ بغير ثواب

أتقاضاكمُ وماذا عليكمْ ... لو سمحتمْ لسائلٍ بجواب

ما لقلبي أراحني الله منه ... كيف يهوى من لا يرقُّ لما بي

مَسَحَتْ صبغةَ الشبابِ يدُ الهمِّ ... وأَبْدَتْ نصولَ ذاك الخضاب

ومنها:

وإذا كان ضائري حكم ذي الشيب ... فواوحشتا لجهلِ الشباب

وقال:

أأحبابنا لو سرتمُ سيرةَ الهوى ... لكنتمْ لقلبي مثلَ ما لكمُ قلبي

عتبتمْ وما ذنبي سوى البعد عنكمُ ... وإني لأهواكم على البُعْدِ والقرب

فلا تجمعوا بين الفراق وعتبكم ... ولا تجعلوا ذنب المقادير من ذنبي

وله من قصيدة في الأفضل أولها:

أُجِلُّ هواكَ عن مِنَنِ العتابِ ... وإن أَبعدْتَنِي بعد اقتراب

ومنها:

أَما وهواكَ لو خُبِّرتَ عني ... لِمَا أَلقاه عزَّ عليك ما بي

ولا تسأَلْ سواك فليس يخفى ... عذابي عن ثناياك العِذاب

ولولا أَنْ تقولي خان عهدي ... قرعتُ على سُلُوِّي كلَّ باب

رضيتُ وصال طيفكِ وهْوَ زُورٌ ... وعند الشيب يُرْضَى بالخضاب

ومنها:

ودون ثنيَّةِ الصَّنَمين ظبيٌ ... وقورُ الحِجْل طيَّاشُ الحِقَابِ

سقيمُ الطرف نشوانُ التثنّي ... صقيلُ الثغِ معسولُ الرضاب

ومنها:

وقفتُ بها سراةَ اليومِ صحبي ... وقوفَ القُلْب في زَنْد الكَعَاب

وقد أخفتْ معالمَها الليالي ... كما درست سطورٌ من كتاب

فدع ذكراك أياماً تقضَّت ... إِذا ذهب الصِّبَا قَبُحَ التصابي

ولي بمديح شاهنشاهَ شُغْلٌ ... يُسَلِّي عن هوى ذاتِ السِّخَاب

يُؤَذِّنُ جودُه فيما حواه ... من الأَموالِ حيَّ على الذهاب

ومنها:

<<  <  ج: ص:  >  >>