ويوم بعثَتها شُعْثَ النواصي ... تسيلُ بهنَّ أفواه الشعاب
لقيتَ هَجِيره والخيل تردى ... ولا ظلٌّ سوى ظلِّ العُقَابِ
أثرتَ الليل في رَهَجِ المذاكي ... وأطلعتَ النجوم من الحِراب
مواقفُ لم تزلْ فيهن أَمضى ... من الهنديِّ زلَّ عن القِرَابِ
وله من أخرى:
تجاوز العتبُ حدَّ السخط والغَضَبِ ... وأورث القلبَ صدعاً غيرَ مُنْشَعِبِ
إِن كان ذنبٌ فإني منه معتذرٌ ... يكبو الجوادُ وينبو السيفُ ذو الشُّطَبِ
أو كان ذا منك تاديباً على زَلَلٍ ... منِّي فحسبك قد أَسرفتَ في أدبي
هل عهدُ وصلك مردودٌ لعاهده ... يا هاجري شهوةً من غير ما سبب
ومنها:
أو لا وعيشٍ مضت منا بشاشته ... لمحاً وسالفِ عيش غيرِ مُؤْتَشِب
ومبسم كأَقاح الروضِ بانَ به ... فضلُ الرُّضاب على الصهباءِ والضَّرَب
ومستديرِ وشاحٍ جال في هَيَفٍ ... حيث التقى خيرُزَانُ الخصْر بالكُثُب
ما إِنْ أَذِنتُ إلى الواشي كما أَذِنَتْ ... فاعْجبْ له اليومَ لم يظفر ولم يخب
لم يبق عندي اصطبارٌ أَستعينُ به ... على تمادي صدودٍ منك بَرَّحَ بي
بيني وبين صروف الدهر معتبة ... وليس عتبي على الأَيام بالعجب
إن سرَّكُمْ مسٌّ من نوائبه ... إِني إِذنْ لقريرُ العين بالنُّوَب
ومنها:
إن كنتُ أضمرت غدراً في الوفاءِ لكمْ ... فلا وصلتُ بآمالي إلى أربى
وخانني عنك شاهنشاهُ ما وَعَدَتْ ... به صنائِعُهُ من أَشرف الرتب
ومنها:
تجلو عليك التهاني كلُّ شاكرةٍ ... يداً سَبَقْتَ إليها عزمةَ الطلب
كالماءِ رقَّتها والخمرِ نَشْوَتها ... فابنُ الغمامةِ فيها وابنةُ العِنَبِ
وقال فيه:
خاطِرْ بها فالجدُّ مصحوبُ ... واسرِ فظهرِ الغيبِ مركوبُ
واطلبْ عناقَ العِزِّ تحت الظُّبَا ... فالعزُّ محبوبٌ ومطلوب
واصحبْ إلى العلياءِ سُمْرَ القنا ... ما صَحِبَتْهُنَّ أنابيب
ليس يروضُ الصعبَ مَن دِرْعُهُ ... مُحْقَبَةٌ والسيفُ مقروب
ولا يخوضُ الغمراتِ الفتى ... وطِرْفُه في الحيِّ مجنوب
وثِقْ بما تُملي عليكَ المنى ... فالنجح مرجوٌّ ومرقوب
ولا تَقُلْ يا بعدها غاية ... ففي المقادير أعاجيب
لا تبعدُ العلياءُ عن طالبٍ ... له من الأفضلِ تقريب
وقال فيه:
إِذا ما ابتدوا شَدُّوا حُبيَ الحلم للنَّدَى ... وإِن ركبوا سدُّوا القَنا بالمراكبِ
كفيلون في دار الضحى لصريخةٍ ... بوجهِ نهارٍ بالعجاجةِ شاحب
همُ سَطَّروا بالبيضِ والسمر ذكرَهُمْ ... فأَصبحَ عُنوانَ العُلا والمناقب
صدورُ رماحٍ لم تَرِدْ حومةَ الوغى ... فتصدرَ إلا عن صدورِ الكتائب
ومنها:
إذا شَهِدَ الجُلَّى أضاءَتْ برأْيهِ ... دُجُنَّةُ خَطْبٍ مُدْلَهمِّ الجوانب
وقال أيضاً:
بادِرْ بإحسانك الليالي ... فإنَّ من شأنها البتاتا
كم شمْلِ مَلْكٍ عَدَتْ عَليْهِ ... فصيَّرَتْ جمعَهُ شتاتا
وفَرَّكَتْ قبلُ من عظيمٍ ... فطلَّقَتْ غيرها ثلاثا
وقال من قصيدة:
وكم للحُبِّ مثلي من صريعٍ ... بحدِّ البيض والسمر الملاحِ
وأَغيَدَ من ظباءِ الحسن حَيَّا ... بوردٍ أوْ تبسَّمَ عن أَقاحي
شربنا من شمائله شَمُولاً ... لنشوان التثني وهْوَ صاحِ
لقلبي الثأرُ فيه عند عيني ... فبعضُ جوارحي أَدْمَى جراحي