للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سللنا بها البيضَ السيوفَ فلاح في ... شباب الدجى لما بدا لَمْعُها وَخْطُ

سيوفٌ لها في كل دِرْعٍ وجُنَّةٍ ... إذا ما اعتلت قدٌّ أو اعترضت قَطُّ

ومنها:

وحربٌ لها الأرواح زاهقةٌ لِمَا ... تُعايِنُ والأصوات من دَهَشٍ لَغْطُ

إِذا أرسلت فرعاً من النقع فاحماً ... أثيثاً فأسنانُ الرماح لها مُشْط

كأن القنا فيها أَناملُ حاسب ... أَجدَّ بها في السرعة الجمعُ واللقْط

ومنها في القطع وذكر القصيدة:

على أَنها تشتط إن هي ساجلت ... أحبَّة قلبي إن تدانَوْا وإن شَطوا

يشير إلى مطلع قصيدة مؤيد الدولة.

ومن شعر الصالح في الغزل:

ومهفهفٍ ثملِ القوام سَرَتْ إلى ... أعطافِهِ النَّشَواتُ من عينيهِ

ماضي اللحاظِ كأنما سَلَّتْ يدي ... سيفاً غداةَ الروع من جفنيه

الناسُ طوع يدي وأمري نافذٌ ... فيهمْ وقلبي الآن طوعُ يديه

فاعجبْ لسلطان يَعُمُّ بعدله ... ويجورُ سلطانُ الغرام عليه

قد قلتُ إذ كتَبَ العذارُ بخَدِّهِ ... في وَرْدِهِ أَلِفَيْهِ لا لاميه

ما الشَّعْرُ لاح بعارضيه وإنما ... أصداغه نفَضَت على خدَّيْه

والله لولا اسمُ الفرار وأَنّه ... مستقبحٌ لفررتُ منه إليه

وقال في الزهد:

خُضْ بحار الموتِ في النُّقْلةِ ... من دارِ الهوانِ

وحملِ النفسَ من الصبر ... على حدِّ السنانِ

واجتهد أَلاّ يراك الناس ... مبسوطَ البَنَانِ

فعسى الرحمن يُغْني ... عن فلانٍ وفلانِ

ونقلت من دَرْج بخط الصالح بن رزيك قصيدة له أعارنيه ابن أخته مما نظمه سنة خمس وخمسين، أولها:

أبى الله إلا أن يكون مؤيّداً ... مدى الدهر منصورَ الديين على العِدَا

وكم جاهلٍ قد زاده الحلمُ عزةً ... على غيره لما فَسَحْتُ له المَدَى

فأوردته من راحتي موردَ الندى ... ولما أَسرَّ الغَدْرَ أوردتْهُ الرَّدَى

وهاجَرَ فاستدرجتُه ودفعتُه ... بحلمي أَناةً وانتظاراً به غَدَا

عسى هو أن يَصْحو من الجهل أَو يُرَى ... عليه الحسامُ المشرفيُّ مُعَرْبِدَا

ومنها في وصف حسام:

فعاجَلَهُ مستحكِمُ الرأيِ قد غَدَا ... لقَهْرِ الأعادي في الحروبِ مُؤَيَّدَا

رميتُ به سهماً مصيباً وإنه ... لدى الحرب ما زال القويمَ مُسَدَّدَا

هو الأَسَدُ الوَرْدُ الذي عاد سَبْقُهُ ... إِلينا من الضربِ الدراك الموردا

فلا يغتررْ بي بعدها ذو جهالة ... فليثُ الشَّرى يُخْشَى وإِن كان مُلْبِدَا

وأعارني درجاً فيه بخط الصالح قصيدة أخرى منها:

توالت علينا في الكتائب والكُتْبِ ... بشائرُ من شرقِ البلاد ومن غَرْبِ

بشائرُ تهدى للمُوَالي مَسَرَّةً ... وتُحْدِثُ للباغين رُعباً على رعب

ففي كبدٍ من حرها النارُ تلتظى ... وفي كبد أحلى من البارد العذب

ومنها:

جعلنا جبالَ القدس فيها وقد جَرَتْ ... عليها عتاقُ الخيل كالنفنفِ السُّهْبِ

فقد أصبحتْ أوعارُها وحُزُونها ... سهولاً تُوَطَّا للفوارس والركب

ولما غدتْ لا ماءَ في جنباتها ... صببنا عليها وابلاً من دمٍ سَكْبِ

وجادت بها سُحْبُ الدروعِ من العِدَا ... نَجِيعاً فأَغْنَتْهَا الغَداةَ عن السُّحْبِ

وأَجْرَتْ بحاراً منه فوق جبالها ... ولكنْ بحارٌ ليس تَعْذُبُ للشرب

فقد عمَّها خِصْبٌ به من رءوسهم ... بها ولكم خصْبٍ أَضَرّ من الجَدْبِ

وقد روَّعَتْها خيلنا قبل هذه ... مراراً وكانت قبلُ آمِنَةَ السِّرْبِ

وأخفى صهيلُ الخيل أَصواتَ أهلها ... فعاقَتْ نواقيسَ الفرنج عن الضَّرْبِ

ومنها:

<<  <  ج: ص:  >  >>