كمْ فتكتْ بي يومَ جِزْعِ اللِّوَى ... بيضٌ وأنتُنّ الحمالات
أَسْنى من الصبح على ناظري ... لو أَنَّكُنَّ الحَلَكِيَّاتُ
ومنها:
حَمَلْتِ جسماً خلتُهُ سائلاً ... إذْ مَوَّجَتْ عِطْفَيْهِ لَبّاتُ
رفَّ به العَصْبُ اليماني كما ... رَفَّتْ على الماء خميلات
كأنما أنمله طُوِّقَتْ ... أَسِنَّةُ الطعن خَضيباتُ
هل تخبرينا والهوى صارمٌ ... لنا به عندكِ ثارات
بأيِّ ذنبٍ خُضِّبَتْ من دمي ... تلك البَنَانُ العَنَمِيَّات
كيفَ ترومينَ دماً لم تَزَلْ ... تَعْجزُ عنه اليزنيات
ومنها في الافتخار:
يرمي بها المَعْرَكَ مني فتى ... تَرْهَبُ ذكراه المَنِيّات
يُقْدِمُ في الموتِ كما أَقْدَمَتْ ... على النَّدَى منه سَجِيَّاتُ
إِنْ لم تكنْ ذي الأريحياتُ لي ... لِمَنْ تكون الأريحياتُ
لو أنَّ لي في الدهر من قوةٍ ... دَرَتْ عُفَاةٌ ما المُرُوَّاتُ
والدهرُ إِنْ أَذْهَبَ قُوتِي فَلِي ... من جُود إسماعيلَ أَقْوَاتُ
وله من قصيدة مطلعها:
لنا بين بطنِ الواديين مُعَرَّجُ ... بحيثُ الغَضَاريَّانُ والظلُّ سَجْسَجُ
وفي ملتقى ظلِّ الأَراكِ ومائِهِ ... نسيمٌ بأنفاس الرُّبَى يتأَرَّجُ
وتصفيقُ أَمواهٍ لرقصِ أَمالدٍ ... عليهن أصواتُ الحمائمِ تَهْزِجُ
وقد نَسَجَ النُّوَّارُ بالغيم أَبْرُداً ... ولم أَحْسَبِ الأَبرادَ بالغيم تُنْسَج
ودارَ على الأَغصانِ زَهْرٌ كأنها ... قدودٌ عليهن المُلاَءَ المُدَبَّجُ
خليليَّ من قحطانَ هاجَ لِيَ الأَسى ... حمامٌ بأَفْنَانِ الغصونِ مُهَيَّج
ومنها:
أَحِنُّ إلى البرقِ اليمانيْ لأَنَّه ... كقلبيَ خفَّاقُ الجناحِ مُوَهَّج
وقد ضَرَّجَ الدمعَ الذي كان ناصعاً ... بعينيَّ، خدٌّ بالحياءِ مُضَرَّج
بدا في بياضٍ للشبابِ وحُمْرَةٍ ... كأنَّ عليه النارَ بالماء تُمْزَج
فأما سوادُ القلب مني فَحَازَهُ ... من الغادةِ الحسناء وسْنَانُ أَدْعَج
ومنها:
وليلٍ تركتُ البرقَ خَلْفِيَ عاثراً ... وتحتَ غُباري راشحُ العِطْفِ دَيْزَجُ
ولا ناصرٌ إلا قناةٌ وصارمٌ ... ولا صاحبٌ إلا فتاةٌ وهَوْدَج
وقد لَمَعتْ زُرْقُ الأَسنَّةِ أَنجماً ... وما إِنْ لها غيرُ القنا اللَّدْنِ أَبْرُج
فأيقظَ جفنَ الحيِّ منِّيَ صاهلٌ ... وَرَوَّعَهُ شَخْتُ الصفيحين أَبلَجُ
وقالت هزبرُ الغابِ زارَ خيامَها ... وما زارها إلا كَمِيٌّ مُدَجَّجُ
وأَسمرُ مَيَّادٌ وَعَضْبٌ كأَنما ... يلوحُ عليه الزِّئْبَقُ المُتَرَجْرِجُ
ومنها في المخلص:
أتَأْنَفُ أَن نَسْرِي إليها بصافنٍ ... إلى جودِ إسماعيلَ يَسْرِي ويُدْلجُ
وله
وَمُزَنَّرٍ كالصبحِ يحمل لِمَّةً ... سحماءَ مظلمةً كليلٍ داجِ
يجلو الامَ بكأسه فكأنما ... يَسْعَى على نُدَمائهِ بِسرَاجِ
وله
ومهفهفٍ لما رآنيَ ناظراً ... منه إلى وجهٍ كضوءِ صباحِ
أَهْوَى لمبسمه البنانَ مُسَلِّماً ... فكأَنما أَوْمَى لقَطْفِ أَقَاح
وله من قصيدة في الأوصاف والتشبيه
قلْ لنسيمٍ زار عندَ الصباحْ ... من حَلَكِيَّاتِ الرُّبَى والبِطاحْ
عرِّجْ على جسمٍ كأن الضَّنَا ... عِقْدٌ عليه وهْو فيه نِصَاحْ
أَما ترى النجمَ لُجَيْناً وقد ... كان قُبَيْلَ الصبحِ تِبْراً صُرَاحْ
والفجرُ قد مدَّ خليجاً فلو ... تنكسرُ الظلماءُ عنه لساح