للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كأَنَّما شمَّرَ عن مِعْصَمٍ ... مُخَضِّبٍ راحتَهُ بالصَّبَاحْ

كأنما الروضُ بإشراقِهِ ... وجهُ كريمٍ فوْقَهُ البشرُ لاح

كأنما نرْجِسُهُ مَحْجِرٌ ... ضاعَ عليهِ نومُهُ حين طاح

كأنما جاذَبْنَ من دَوْحِهَا ... ذوائبَ الأغصان أَيدي الرياح

كأنَّ أَعطاف أَماليدها ... رنَّحها الغَيمُ بكاساتِ راح

ومنها:

كأنما الآسُ على ورْدهِ ... سُمْرُ العوالي وخدودُ المِلاحْ

كأنما الجدولُ نشوانُ لا ... ينفكُّ من نشوته غيرَ صاح

منها:

كأنما السُّحْبُ رعالٌ بها ... للخيلِ في كل مَغَارٍ جِماح

كأنَّ أَطرافَ بروقٍ هَفَتْ ... راياتُ صُفْرٌ ومواضٍ صِفاحْ

كأنما الرعد كَمِيٌّ سَطَا ... على كميٍ ولَّى فصاح

كأنَّما الديمةُ مُنْهَلَّةً ... يمينُ إِسماعيلَ يومَ السماح

وله من أخرى:

أَشاقَك باللِّوَى بَرْقٌ أَلاَحا ... فجُنَّ به جَنَانُكَ حين لاَحَا

هفا هفوَ اللواءِ الوَرْدِ أَرْخَى ... ذوائبَهُ فلاعَبْنَ الرياحا

كأن البرقَ في الظلماءِ سِرٌّ ... تَضَمَّنَ غيرَ كاتمِهِ فباحا

وقاسمني صَدُوحُ البَانِ شَجْوِي ... فأجريتُ الدموعَ لهُ وناحا

ومنها في الخروج إلى المدح:

وكم تَعِبٍ بزورةِ ذي نَوَالٍ ... ولو زارَ المُوَفَّقَ لاسْتَراحا

ومنها في المدح:

وبين بَنَانه والفَيْضِ خُلْفٌ ... وما نرجو لخُلْفِهِمَا اصطلاحا

وله في الخمر:

قم فاسْقِني والغربُ يطوي ليلَهُ ... والشرقُ ينشرُ رايةَ الإصباح

شَفَقاً عَلاه من المِزاجِ كَواكبٌ ... لكنه شَفَقٌ دَعَوْهُ براحِ

حلَّ المزاجُ بها فَشَعْشَعَ نورها ... فعلَ السَّلِيطِ بشعْلَةِ المصباحِ

وله في ذم صاحب:

يا ربِّ أنت مَلأَتَ عَقْد مصاحبي ... سَقَماً فهل سَبَبٌ إلى تصحيحهِ

فبما جعلتَ الطَّوْدَ يُشْبِه ثِقْلَه ... في روُحه بل رأْسَه في ريحه

فاجعل ثقالةَ روحهِ في عقلهِ ... الخاوي وخفَّةَ عقلِهِ في روحهِ

وله في مليح:

لئن أَذْلَلْتَ خَدَّكَ وهْو ليلٌ ... فلِمْ أَعززتَ وجهك وهْو صبحُ

وكانت مسْحَةٌ للحسن فيه ... فصار من العِذار عليه مَسحُ

وله من قصيدة مطلعها:

نسيمٌ سرى والفجرُ يَنْضُو مُهَنَّدا ... فَقَلَّدَ جِيدَ الغصن من جَوْهرِ النَّدَى

ومنها:

وخِلْنَا الصَّبا حاكَتْ من النَّهر لأْمَةً ... وهزَّتْهُ هنديّاً وصاغَتْهُ مِبْرَدَا

فلله نشوانٌ بغيرِ مُدَامَةٍ ... قويمٌ فلولا النطقُ خِلْناهُ أَمْلَدا

سقاه براحِ الحسن راحُ شبابهِ ... فعربدَ من أجفانه وتأَوَّدَا

ومنها:

وشبَّ بماءِ الراح نارَ مُدامةٍ ... فذوَّبَ في الطَّاسِ اللجينيِّ عَسْجَدا

جلاها عروساً عاطلاً فتَخَفَّرَتْ ... فقلَّدَها بالمَزْجِ مما تقلَّدا

ومنها في الأوصاف والتشبيهات:

وليلٍ دجوجيِّ الجناح كأنما ... أُمِدَّ بموجِ البحر أو صار سَرْمَدَا

كأنّ الثريا فيه للبدرِ عاشقٌ ... يَمُدُّ إِلى توديع محبوبهِ يَدَا

مَرَقْتُ به في مَتْن أَدهم صاهلٍ ... أَغَرَّ إذا أَبْرَقْتُ بالسيف أَرْعَدا

كأن الذي في وجهه وإهابه ... ظلامُ ضلالٍ فيه ضوءٌ من الهدى

وله من قصيدة خببية:

ما البرقُ يلوُ توقُّدُهُ ... ترتاعُ فليلُكَ سَرْمَدُهُ

يَهفو في مَتْن غمامته ... كالجحفلِ تَخْفُقُ أَبْنُدُه

والغيهبُ كالزنجيِّ سَطَا ... وبياضُ الصبحِ مُهَنَّده

ومنها:

أَرْدَى بالصارِم أَحْوَرَهُ ... وسطا بالضيغمِ أَغْيَدُهُ

ومنها:

<<  <  ج: ص:  >  >>