وعليه مجاسدٌ أَلبسته ... الْحسنَ من فَرْقهِ إِلى الخلخال
فإذا لاح في السواد رأَينا ... شمسَ دَجْنٍ أو هالةً في هلال
ومنها
ذابَ قلبي بنارهِ فجرى في الدَّمْع ... كالنارِ في سليطِ الذُّبَالِ
وتِلافُ الكريم في ذلةِ اللو ... عةِ عزٌّ وراحةٌ في كَلاَل
مثلما يُتْلِلفُ الأجلُّ جمالُ الْمُلكِ ... أموالَه بحفظ المعالي
ذو اعتزامٍ لو أنَّه في فرندِ السيفِ ... طبعاً أَضاء قبل الصِّقال
رَجَلٌ يسترُ الأيادي فتبديها ... سِماتٌ على وجوهِ الرجال
وله أَسهمٌ حدادٌ إِذا طِشْنَ ... يُحَرِّكْنَ راسياتِ الجبال
وقوله من أخرى:
لله أجراعُ اللِّوَى ما أَعجبا ... ولقاءُ أَبناءِ الهوى ما أَعذبا
ومنها:
وأَوانسٌ غيدٌ كأسْرابِ المَهَا ... وفوارسٌ صِيدٌ كأسْهابِ الدَّبَا
جعلوا حشاياهمْ متونَ جيادِهمْ ... قد ذلَّلُوها فاستلانوا المركبا
لمعتْ بروقُ جيادِهمْ بطِرادهم ... حتى كأَنّ على العيون بها هَبا
واستمطروا دِيَمَ الدماءِ حوافلاً ... بأسنَّةٍ رَوَّتْ بهنَّ الأَكْعُبَا
تلك المنازلُ لو هَتَفْتُ بها يُرَى ... بعليلها نَفَسُ الرياحِ مُطَيَّبَا
فيها تُهزُّ قَناً بأشباه النَّقَا ... وبها تُسلُّ ظُباً بأجفان الظِّبا
وبها كواعبُ لو تسنَّمن الرُّبَى ... طلعتْ لنا الأقمار من تلك الرُّبَى
ومنها:
بتنا بها نجلو عروسَ زجاجةٍ ... قد أُلْبِسَتْ ثوبَ الرحيقِ المُذْهَبَا
نَثَرَتْ عليه بالمزاجِ لآلئاً ... عامتْ فعادتْ كالبُرِين تَسَرُّبا
فصفاؤُه يفترُّ عنه ترقرقاً ... وبرودُه يزدادُ منه تلهبا
ومغرِّدٍ، لي من فتورِ جفونِه ... سُكْرٌ، وسكرٌ إن شدا وتطرُّبا
نَبَّهْتُهُ ويدُ الوعيم تَؤُودُهُ ... ليناً وتكسو وجنتيهِ تخضُّبا
لأَرُوضَ روضاً بالتداني مُمْرِعاً ... وأَزورَ مَغْنىً بالغواني مُعْشِبا
وأَشُمَّ ريحانَ الشعورِ مُطَيَّباً ... وأُعَلَّ خمراً بالثغور مُشَنَّبا
وأَمُصَّ رمَّانَ الصدورِ مُشَزَّباً ... وأَعَضَّ تُفَّاحَ الخدودِ مُكَتَّبَا
وقوله من قصيدة:
قد أطيلتْ قوادمُ اللَّكْنِ للجا ... هل لكنْ جناحيَ المحصوصُ
ومنها:
كَيْف طَيَّرْتُموه ف سعةِ الآ ... فاقِ وهْو المُدَلَّهُ الْمَقصُوصُ
ومنها:
أو ليس العقودُ تجمع أسبا ... جاً ودُرّاً واسمُ الجميعِ فصوصُ
ومنها يصف الشعر:
فتأملْ بظاهر العدل والرأ ... فةِ مدحاً ما شأنهُ التنغيصُ
لفظه الشهدُ والقريحةُ نارٌ ... والمعاني دُهْنٌ فنعمَ الخَبِيصُ
ومن مراثيه قوله من قصيدة يرثي بها والده:
عادَ جفني من الدموعِ كَليلاً ... قَبْلَ أن أشتفي وأَشْفِي عليلا
ومنها:
وعظيمُ المصاب يشتفُّ ماءَ القلب ... حتى يعودَ يَبْساً محِيلا
طاحَ صبري مع الرقاد فَعُوِّضْ ... تُ غراماً مع السُّهاد طويلا
لفقيدٍ قد كان قرَّةَ عينِ الدَّهْرِ ... فضلاً وريقَهُ المعسولا
إِنَّ خطباً أصابنا في أبي الفتح ... لخطبٌ أَفاد حُزْناً طويلا
وكذا عادةُ الزمانِ إذا عا ... دى أَصابَ الجليلُ منه الجليلا
صاحِ لا تغتررْ بعيشك في الدنيا ... ونكِّبْ عنها بزهدٍ سبيلا
فَهْيَ أُمٌّ تُذِلُّ كلَّ عزيزٍ ... من بَينِها كما تُعِزُّ ذليلا
وقوله من قصيدة:
غيومُ غمومٍ لا يَرِمْنَ عن الجَفْنِ ... ومُزْنُ دموعٍ هنَّ أَسْخى من المُزْنِ
ومنها: