للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا أُبالي بفَوَات النَّفْ ... سِ ما دامَ نصيبي

ليسَ مَنْ لامَ وإن أَطْ ... نَبَ فيه بمُصيب

جَسَدي راضٍ بسُقْمي ... وَجُفُوني بنَحيبي

وقوله:

سواءٌ أن تلوما أو تُرِيحا ... رأيتُ القلب لا يَهْوَى نصيحا

أمَا لو ذُقْتُمَا صَرْفَ الليالي ... إِذَنْ لعذَرْتُمَا القلبُ القَرِيحا

وكانت فُرْقةُ الأحباب ظَنّاً ... فأصبح بَيْهُمْ خَبَراً صريحا

ولو لم ينزلوا سَلماتِ نَجْدٍ ... لما استنشقتُ للسَّلَماتِ ريحا

ولا أهديتُ للأسماع يوماً ... غناءً من حمائمها فَصِيحا

وها أَنا قد سمحتُ بدمعِ عيني ... وكنتُ بدمعها أَبداً شَحيحا

وأمكنتُ المحبَّةَ مِن قِيادي ... وصنتُ مع النَّأي وُدّاً صحيحا

وقد سكن الجوى قلْباً صحيحاً ... وقد تَرَكَ الهوى صَدْراً قريحا

وقوله:

ما سمح الدهر لي بشيءٍ ... إلا تقاضاه فاستَرَدَّا

كنت ضَنِيناً بودِّ قومٍ ... أرعى لهم ذِمَّةً وعهدا

فاختلَسْتُهُمْ يَدُ الليالي ... وعَوَّضَتْ بالوصال صَدَّا

وقوله:

قد قتلتِ فاتئدي ... لا تُعَذِّبي كَبدي

وانظري جَوىً وهوىً ... سٌلِّطا على جسدي

لا تهدّدي بغَدٍ ... فالمماتُ بعد غدِ

كلما طلبتُ رِضاً ... بالوصال لم أَجِدِ

ما أَرَى صدودكُمُ ... ينتهي إلى أَمدِ

إنني بذلتُ دَمي ... ما عليكِ من قَوَدِ

إن بخلتِ أن تصلي ... فاسمحي بأن تعدي

مُذْ عَلِقْتُ حُبَّكُمُ ... لم أَمِلْ إلى أَحَدِ

ما جرى صدودُكمُ ... قبل ذاك في خَلَدِي

فارحمي قتيلَ ضَناً ... في هواكِ واقتصدي

وقوله:

قلْ لمن وكَّلَني بالسُّهُدِ ... إنّ مَن أَسْهَرْتَه لم يَرْقُدِ

بنتَ والشوقُ مقيمٌ في الْحَشا ... يتمادَى حَرُّهُ في الكبدِ

أَنا في أَسْركَ فانظرْ واحتكمْ ... ما على هجركَ من جَلَدِ

لا يَغُرَّنَّكِ يا مالكتي ... رَمَقٌ يبقى ليومٍ أَو غَدِ

وقوله:

تلذُّ لي في هَوَى ليلَى معاتبتي ... لأنّ في ذكرها بَرْداً على كَبِدي

وأشتهي سَقَمي أن لا يفارقني ... لأنها أودعَتْهُ باطنَ الجسَدِ

وليس في النوم لي ما عشتُ من أَرَبٍ ... لأنها أوقفَتْ جَفني على السُّهُدِ

ولو تمادتْ على الهِجران راضيةً ... بالهجر لم أشكُ ما ألقى إلى أَحدِ

فإن أَمُتْ في هواها فَهْيَ مالكتي ... وما لعبدٍ على مولاه من قَوَدِ

اللومُ أَشبه بي منها وإن ظلمتْ ... أنا الذي سُقْتُ حَتْفي في الهوى بيدي

وقوله:

لو أنّ عندكَ بعضَ ما عندي ... لرثيتَ لي من شدَّةِ الوَجْدِ

كلَّفْتَني ما لو يُكلَّفُهُ ... صَلْدٌ لذابَ له صَفَا الصَّلْدِ

يا ليت لما رُمْتَ تُتْلِفُني ... في الحبِّ كان بما سوى الصَّدِّ

لو كان هذا من سواكَ على ... ضَعْفي لكنتُ إليك أَستَعْدي

وقوله:

ليلتيْ رامةَ عُودَا ... واجعلا العهد جَديدا

قَرِّبَا ما كان صَفْواً ... لهوىً منا بَعِيدا

وإذا ما بَخِل الدهرُ ... بإِسعافي فجودا

أذكَرَتْني سَمُراتُ ... الحيِّ إذ مِسْنَ قدودا

مثلما أذكرني الرَّبْربُ ... أحداقاً وجيدا

ومنها:

ولقد أَنْصَفْنَ حِيناً ... ثم أَعْقَبْنَ صدودا

وغدا صَرْفُ الليالي ... مُبْدِياً فينَا مُعِيدا

فلكمْ أَقْرَحَ بالدمعِ ... جفوناً وخُدُودَا

<<  <  ج: ص:  >  >>