للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا المُعَنَّى بهمُ ... إن أسرعوا أو نَزَلوا

فخلِّ عن عَذْلي فَلَنْ ... يَنْفَعَ فيَّ العَذَلُ

ما لفؤادي عنهمُ ... صَبْرٌ ولا لي مَعْدَلُ

ولا سروري حينَ ولَّى ... وغرامي مُقْبِلُ

وغادروا قلبي على ... جَمْر الهوى يَشْتَعِلُ

وقال:

أَطْرَقْتُ حين رأيتهُ خَجَلاَ ... عند اللقاء فظنَّه مَلَلاَ

حاشَا ودادي أن يُنَهْنِهَهُ ... جَوْرُ الهَوَى ولو انَّهُ قَتَلا

وقال:

تعالَوْا نحاكمكمْ على لأيِّ مذهَبٍ ... أَبَحْتُمْ، بلا جُرْم أَتَيْتُ بهِ، قَتْلي

فإن قلتمُ حُكْمُ الهوى فاصنعوا يَداً ... مخافةَ أَنْ تُبْلَوْا بجَوْر الهَوَى مثلي

أو التزموا عهداً أُعَلِّلُ مهجتي ... بهِ واتركوا الآمال في قبضة الأمَلِ

وإلا فردّوا لي فؤادي فإنما ... سمحتُ به كي تسمحوا ليَ بالوصْلِ

وقولوا لنومي عُدْ وللشوق لا تَزِدْ ... وللعين كُفّي واقطعوا سَبَبَ العَذْل

وهذي قضايا الحق قد جئتكم بها ... فما لكمُ لا ترجعونَ إلى العَدْل

وقال:

تِهْ كيف شئتَ دَلالا ... لا صبر لي عنك لالا

إني لأحْمَد قَلْباً ... صَبَا إِليك ومالا

فلستُ أَبْغِي بحالي ... سواكَ ما عِشْتُ حالا

وقال:

لو كان هذا الهوى الذي قَتَلا ... ما بين قلبي وبينهمْ عَدَلا

لما استحلّوا بهجرهمْ تَلَفِي ... ولا استمالوا إلى الذي عذَلا

أمنحهم رِقَّ مهجتي ودمي ... ويمنحونَ الصدودَ والمَلَلاَ

ما كل من بَرَّح الغرامُ به ... والحبُّ يبغي بحبِّه بدلا

وقال:

أتزعم ليلى أَنني لا أحبها ... وأَني لما ألقاهُ غَيْرُ حَمُولِ

فلا ووقوفي بين أَلْوِيَة الهوى ... وعصيانِ قلبي للهوى وعذولي

لو انتظمَتْني أَسْهُمُ الهجر كلها ... لكنتُ على الأيام غَيْرَ مَلُولِ

ولست أبالي إذ تعلَّقْتُ حبها ... أفاضَتْ دموعي أم أَضَرَّ نحولي

وما عبَثي بالوم إلا تعَلُّلاً ... عَسَى الطَّيْفُ منها أن يكونَ رسُولي

وقال:

ما أَرْخَصَ الدمعَ على ناظري ... في الحبِّ إلا وَصْلُكَ الغالي

يَسُرُّني فيكَ عذابي وأَنْ ... تَبْقَى رَخِيَّا ناعم البال

قد أَطْنَبَ العُذَّالُ في قِصَّتِي ... وأكثروا في القِيل والقال

ما قلبهمْ قلبي ولا وَجْدُهُمْ ... وجدي ولا حالهمُ حالي

وقال:

ليتني كتُ مُخَلَّى ... بحبيبي أَتَملَّى

مَنَعوه من وصالي ... فَاْنثَنَى عِزِّيَ ذُلاَّ

ففؤادي بين شوقي ... وغرامي يَتَقَلَّى

وأراهم حسبوني ... بسواهمْ أَتَسَلَّى

لا رَعَى الله مُحِبّاً ... تَرَكَ الحُبَّ وَمَلاَّ

كنتُ بالصبر ضنيناً ... فتولَّى حين وَلَّى

وقال:

ناديتُ حاديَهمْ والعِيسُ سائرةٌ ... رفقاً فقلبي بهمْ رَهْنٌ وما عَلموا

إن كنتَ في غفلةٍ عما أكابدُهُ ... فَدَمْعُ عيني على ما في الحَشَا عَلَمُ

وقد تولَّى عزاءُ النفس مذ رحلوا ... عني فكيف أُطِيق الصبر بَعْدَهُمُ

همُ استحلوا دمي عمداً فلا حَرَجٌ ... إن أسعفونيَ بالإنصاف أو ظلموا

والله لو أنني خُيِّرْتُ من زمني ... ما كان لي بُغْيَةٌ في الناس غَيْرَهُمُ

وقال:

تَخَيَّرْ لنفسك من تصطفيهِ ... ولا تُدْنِيَنَّ إِليكَ اللِّئاما

فليس الصَّدِيق صديقَ الرَّخاء ... ولكنْ إذا قَعَدَ الدهر قاما

تنامُ وهمَّته في الذي ... يَهُمُّكَ لا يَسْتَلِذُّ المناما

<<  <  ج: ص:  >  >>