للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لابدَّ منكم فاهجروا أو وَاصلوا ... ما مثلكمْ في الحبِّ من يُتَجَنَّب

وقال:

أَمَا واشتياقي نحوكم ودُموعي ... عليكم وذُلِّي فيكمُ وخضوعي

لئن كان جسمي عنكمُ مُتَخَلِّفاً ... لقد سرتمُ يوم النَّوَى بهجوعي

ولا غَرْوَ إن أفنيتُ روحي صَبَابَةً ... إذا لم تَمُنُّوا منكمُ برجوع

لعل نسيمَ الريح إن حلَّ أرضكم ... يكونُ بتبليغ السلام شفيعي

وقال:

عَيَّرُوني بأنْ سَفَحْتُ دموعي ... حين همَّ الحبيب بالتوديع

زعموا أنَّني تَهَتَّكْتُ والحِبُّ ... على ما أريد غَيْرُ مطيعي

لم يذوقوا طعم الفِراق ولا ما ... أَحْرَقَتْ لوعةُ الهَوَى من ضلوعي

كيف لا أسفح الدموعَ على رَسْمٍ ... عَفَا بعد سَاكنٍ وجموع

وقال:

بَعُدْتُم فَقَرَّبْتُمْ ببعدكمُ حَتْفي ... وما الموتُ إلا في مفارقة الإلْفِ

وقالوا اتَّبِعْ عُرْفَ المحبين في الهوى ... فقلت لهم جارَ الغرامُ على العُرْف

وحَمْلُ يسيرِ الحب يُتْلِفُ مهجتي ... فكيف بتحميلي الكثيرَ مع الضعف

وقد زاد بي لَهْفي فلولا تستُّرِي ... لناديتُ من فَرْط الصبابة والَهْفي

فلا تتركوني للحوادث نُهْبَةً ... فقد صَنَعَ الشوق المبرِّحُ ما يكفي

وقال:

يا من يَرَى عَذَلي به وتحرُّقي ... ونحولَ جسمي في الهوى وتَشَوُّقي

لم أَلْقَ مثلك مُفْرِطاً في صدِّهِ ... عَمْداً ولا في الحب مثلي قد شَقِي

فبفرط صَدِّك بل بفرط مَحبَّتي ... إلاَّ نظرْتَ إليَّ نظرة مُشْفِقِ

إني لأَجْرَعُ منك ما لو ذُقْتَهُ ... لعلمتَ ماذا في الهوى قلبي لَقِي

جُرْ كيف شئتَ فلستُ أولَ عاشق ... كأسَ المحبَّة في محبته سُقِي

وقال:

لولا المطامعُ بالتلاقي ... لَذُبْتُ من فَرْطِ اشتياقي

إنَّا وإنْ نَأْتِ الديا ... رُ بنا على قُرْبِ الوفاقِ

تمضي بنا الأيامُ في ... صَفْوِ الهوى والودُّ باقِ

وأظلُّ أمحو بالترحِّي ... فيكمُ أَثَرَ الفراق

وقال:

أَسُكَّانَ هذا الحيِّ من آل مالكٍ ... مسالمةٌ ما بيننا وجَمِيلُ

أَلم تَعِدونا أن تزُورُوا تكرُّماً ... فما بالُ ميعاد الوصالِ يطولُ

وَحُلْتُمْ عن الوَعْدِ الجميل مَلالَةً ... وأنتمْ على نَقْضِ العهودِ نُزُول

إذا قيل من تهوونه صار حَانِثاً ... بِعَيْشِكُمُ ماذا هناكَ يقول

وإنا لنَسْتَبْقِي المودَّة والهوى ... شهيدٌ لنا إذ ليس عنه نَزُولُ

ولا تَحْسَبُوا العُتْبَى عليكم تَوَجُّعاً ... فيطمعَ واشٍ أو يَلجَّ عَذُولُ

رضينا رضينا أن نُبِيح نفوسنا ... وما عاشقٌ منا بذاكَ بخيلُ

وما منكمُ بُدٌّ على كل حالة ... وإن كان فيكم هاجرٌ وملولُ

كذاك الهوى: هذا حبيبٌ مُعَزَّزٌ ... وهذا محبٌّ في هواه ذليل

ووجدٌ وشوقٌ وارتياحٌ ولوعةٌ ... وهجرٌ وسقمٌ دائمٌ ونحولُ

دواعي الهوى محتومةٌ فاصطبرْ لها ... وإن جارَ بَيْنٌ أو جفاكَ خليل

علمن بوشك البَيْن أَوَّلَ حالهِ ... وما حَضَرَتْنَا للوداع عقولُ

إذا ما طمعنا أَنْ تَقَرَّ ديارُهُمْ ... تداركهم بعد الرحيلِ رَحِيلُ

وقال:

ناديتهم إذ حَمَّلوا ... بحقكمْ لا تعجَلُوا

تعطَّفوا بنظرةٍ ... من قبل أَنْ تَحَمّلُوا

لم يبق إِلا نَفَسٌ ... وأدمعٌ تَنْهَمِلُ

ما وقفةٌ لمُغْرَمٍ ... لم يُغْنِهِ التَّعَلُّلُ

ويا فراقُ كمْ تُرَى ... أنتَ بنا مُوَكَّلُ

<<  <  ج: ص:  >  >>