للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا الجُنُوبُ تمطَّتْ في مضاجِعِها ... لهجعةٍ باتَ في سَرْجٍ على ثَبَج

يُسايرُ النجمَ في دعجاءَ مظلمةٍ ... حتى يُمَزِّقَ ثَوْبَ الليلِ بالبَلَجِ

في جحفلٍ مُعْلَمِ الأَكنافِ ذي زَجَلٍ ... شَبِّهْ به الليلَ أوْ شَبِّهْهُ باللُّجَج

من كل أَصيدَ نَظَّارٍ إلى يده ... متى أشارَ بأن لِجْ حَوْمَةً يَلِج

تَقِي الرماحُ وهيجَ الشمس أوْجُهَهُمْ ... فإنْ دجا الليلُ أَغْنَتْهُمْ عن السُّرُج

كأنّ أَيديهمُ بالبيض سائلةً ... عن الجماجم بالأَقباس والخُلُج

آلَى وحرَّجَ بَرّاً في أَلِيَّتِهِ ... وفي الأَلِيَّةِ ما يُغْني عن الحَرَجِ

ألاَّ يؤوبَ برُمحٍ غيرِ مُخْتَضِبٍ ... من الدماءِ، وسيفٍ غيرِ مُنْضَرِج

فويلُ مُرْتَضِعٍ دَرَّ النفاقِ إذنْ ... من ناظرٍ بسيوفِ الهند مُخْتَلِج

ومنها:

هو الذي يُبْرِىءُ الهاماتِ صارمُهُ ... في الرَّوْعِ من نَزَواتِ الكِبْرِ والهَوَج

فليعتدلْ كلُّ رأسٍ مائلٍ صَعَراً ... من قبلِ عضِّ ثقافِ المَيْلِ والعَوج

وقوله:

خَلَّفْتُ خلفي للحوادث صبيةً ... بمحلِّ لا عمٍ لهنَّ ولا أَخِ

يَعْلَقْنَ منه بحبلِ رحمةِ راحمٍ ... أو يعتصمنَ بظلِّ نخوة مُنْتَخ

ولقد وَجِدت لهنَّ إِذ وَدَّعْنَني ... وَجْدَ القطاةِ بدامياتِ الأَفْرُخ

وقوله:

ملك يُحلِّي بالدمِ الأسيافَ إنْ ... حَلَّى الملوكُ جُفونَها بالعسجدِ

وإذا تشكَّى من حَفاً فَرَسٌ له ... لم يُحْذَ غيرَ تَرِيبِ مَلْكٍ أَصْيَد

وقوله في الزهد:

جهادُ النفس مُفْتَرَضٌ فَخُذْها ... بآدابِ القناعةِ والزَّهادَهْ

فإنْ جَنَحْتَ لذلك واستجابتْ ... وخالفَتِ الهوَى فهُوَ الإِرادَهْ

وإن جَمَحَتْ بها الشهواتُ فاكبحْ ... شكيمتها بمِقْمَعَةِ العبادَهْ

عساكَ تُحِلّها دَرَجَ المعالي ... وترفعها إلى رُتَبِ السعادَهْ

وقوله:

إِنْ تَنْأَ بي عَنْكَ أقدارٌ مُفرِّقَةٌ ... فإنّ لي فيكَ آمالاً وأوْطارا

وإنْ أَسِرْ عن بلادٍ أَنْتَ قاطِنُها ... فالقلبُ فيها مقيمٌ بعد ما سارا

وقوله من مرثية الرشيد إبراهيم بن الزبير:

يا مُزْنُ ذا جَدَثُ الرشيدِ فقِفْ معي ... نَسْفَحْ بساحته مَزَادَ الأَدْمُع

وامسحْ بأردانِ الصَّبا أركانَهُ ... كي لا يُلِمَّ به شحوبُ البَلْقَع

فبودِّ نفسي لو سَقَيْتُ ترابه ... دمَ مهجتي، ووقيتُهُ بالأَضْلع

ومنها يخاطب القبر:

عَلِقَتْ عليكَ مَراحِمٌ كفلَتْ لمن ... واريت جملته ببَرْدِ المضجع

وتنفَّستْ فيك الصَّبا مفتوقةً ... بنسيمِ مسكِ رياضِها المتضوّع

ومنها:

أو ما عجبتَ لطَوْدِ عزٍ باذخٍ ... مُسْتَوْدَعٍ في ذي الثلاث الأَذْرع

ولخَدِّ من وَطِىءَ الكواكب راقياً ... كيف ارتَضى من بَعْدِها باليَرْمَعِ

ومنها:

ولقد قفتُ على ربوعِكِ شاكياً ... وبها الذي بي من أَسىً وتوجُّعِ

فحمدتُ طرفي كيف أَرْشَدَني بها ... وذممتُ قلبي كيف لم يَتَقَطَّع

وذكرتُ مُزدَحَمَ الوفودِ ببابها ... في كلِّ حينِ وِفادةٍ أو مَطْمَع

وقوله:

يا عيشُ إنْ لم تَطِبْ فلا تَطُلِ ... ويا حياةُ اهْجُري ولا تَصِلي

كَمْ وإلى كم نَفْسي مُقَسَّمةٌ ... بين حُلولٍ وبين مُحْتَمَل

لا حالَ لي تحمل المقامَ ولا ... استطاعةٌ تستغلُّ بالرَّحَل

يَصْرِفُني اليأْسُ ثم تَعْطِفُني ... عواطفٌ من كواذب الأمل

وقوله:

لسانُ شُكْرِي حَسِيرٌ في يَدَيْ كَرَمِكْ ... وباعُ فِكْري قصيرٌ عن دُنا هِمَمِكْ

<<  <  ج: ص:  >  >>