للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غدا وارثاً من شيركوهُ عزائماً ... له فَتَكَتْ بالشِّرْك منها حشودها

جيوشٌ تَضِيقُ الأَرضُ عنها كأنها ... أَفاويضُ بحرٍ عَاجَلَتْها مُدُودُها

تَمورُ نجود الأَرْضِ من عُظْمِ خَوْفِهِ ... إذا خَفَقَتْ في الخافقين بُنُودُها

وهل للبرايا طاقةٌ بعساكرٍ ... ملائكةُ السبعِ الشدادِ جُنُودُها

ومنها:

أَمَا آن أَنْ يَرْثِي لخيْلٍ مُغيرةٍ ... وشهرين عنها ما أُزيلتْ لُبُودُها

وأَنْ تُغْمَدَ البِيضُ الرقاقُ وقد شَكَتْ ... إلى عَفْوِهِ طولَ الفراقِ غُمودُها

مواقعُهُ خَلْفَ العِدَأ وأَمَامَها ... فما يَنْثَني إلاَّ إليه طريدُها

هيَ الشمسُ تأثيراتُها في قريبِهَا ... ولم يحتجزْ عنها بِبُعْدٍ بَعِيدُها

فيوسفُ في مصرٍ شبيهُ سَمِيِّهِ ... بمملكةٍ يَسْمُو السماءَ صُعودُها

لقد شَرُفَتْ أَرْضٌ علاها ركابُهُ ... وَعَزَّتْ جيوشٌ عَزْمُهُ يستقيدُهَا

وفي أَيِّمَا أَرْضٌ علاها ركابُهُ ... تَضَوَّعَ من شرِ العبيرِ صَعيدها

لأَيُّوبَ قد آبتْ من الغزو سادةٌ ... تسودُ ملوكَ الأَرض فهْيَ عبيدُها

همُ قَدْ أَقاموا قُبَّةَ الحقِّ والهُدَى ... بأسيافهمْ حتى استقلَّ عَمُودُها

فلا زالتِ الدنيا تُسَاسُ برأيهمْ ... وَتَسْعَى إِليهم بالثناءِ وُفُودُهَا

وحمل إلي قطعة من شعره، منها قوله في مدح الملك المعظم شمس الدولة توران شاه ابن أيوب، من قصيدة، لما ملك اليمن.

ومناقبٍ سارتْ كواكِبُهَا ... ذِكْراً وشمسُ الدولةِ الفَلَكُ

بحرٌ جواهرُهُ مَفَاخِرُهُ الحسنى ... ونحن بِلُجِّهِ سَمَكُ

وقلوبُنَا مثلُ الطيورِ على ... حافاته ونوالُهُ الشَّبَكُ

ناديتُ من طَرَبٍ بأَنْعُمِهِ ... مَلَكُوا ولكن ما كذا مَلَكُوا

وقوله في مدح جمال الدين فرج:

أَيُّ جَوًى لمْ يَهجِ ... غداةَ رَفْعِ الهَوْدَجِ

يأبَى العزاء مذ نأَتْ ... ذاتُ اللَّمَى والدَّعَجِ

مَبْسِمُهَا من لُؤلؤٍ ... وشَعْرُهَأ من سَبَجِ

ما خُلِقَتْ جُفُونُهَا ... إلاَّ لِحَتْفِ المُهَجِ

فما عَلَى مَنْ مَاتَ مِنْ ... وجدٍ بها مِنْ حَرَجِ

ولو أَمِنْتُ عقرباً ... من صُدْغِهَا المُنْعَوِجِ

جَعَلْتُ وردَ خدِّها ... باللَّثْمِ كالبَنَفْسَجِ

شَمْسٌ تُقِلُّ عالجاً ... في غُصْنِ بانٍ مُدْمَجِ

ضاقَ كذرعي حَجْلُهَا ... عن ساقها المُدَمْلَجِ

إنَّ الخليَّ لم يَبِتْ ... يحسُّ ما يَلْقَى الشَّجِي

من لم يَذُقْ طعم الهوى ... لامَ مَلامَ الأهْوَجِ

ولم يَبِتْ مُفَكِّراً ... في شَنَبٍ أو فَلَجِ

ولم يَخَفْ من أسهمِ ... اللَّحْظِ ولا من زَجَجِ

للهِ كم بتُّ بها ... في غِبطةِ المُبْتَهِجِ

أرْشُفُ من رُضَابها ... مُدامةً لم تُمْزَجِ

في ليلةٍ هلالُهَا ... لاحَ كنصف الدُّمْلُج

يمتدُّ فوق النيلِ مِنْ ... شُعَاعِها المُسْتَسْرِج

سَطْرٌ من العِقيانِ قَدْ ... رُقِّشَ وَسْطَ مَدْرَج

كأنَّها الأَنجمُ في ... السماءِ ذاتِ الأَبْرُج

جواهرٌ في طَبقٍ ... أزرقَ من فَيْرُوزج

حتى تَبَدَّى فجرُهَا ... والروضُ ذو تأَرُّج

قلْ لليالي صَرِّحي ... بالغدرِ لا تُمجَمِجي

فقد أَزالتْ شِدَّتي ... بالجودِ جَدْوَى فرَج

ذُو دَرَجاتٍ مَالها ... لصاعدٍ من دَرج

<<  <  ج: ص:  >  >>