للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَسْحبُ أذيالَ عُلاً ... لغيره لم تُنْسَج

من دوحةٍ قال لها ... اللهُ إلى الأُفْق اعرُجي

مانحُ ما نرجوه بَلْ ... فاتحُ كلِّ مُرْتَج

كم كاهلٍ من العدا ... هدَّ وكمْ من ثَبَج

حسامُهُ يَشُقُّ ثو ... بَ نَفْعهِ المُنْتَسَج

يَنْثُر بالسيف الطُّلاَ ... كاللؤْلُؤ المُدَحْرَج

ينظم بالنظم الكُلَى ... نَظْمَ الجُمانِ المُزْوَج

تَلْقَاهُ فرداً حاسراً ... كالجحفل المُدَجَّج

وثابتاً في حيثُ لا ... يبصرُ مَنْ لمْ يُزْعَج

لرأيه في حِنْدسِ ... الخَطْب ضياءُ السُّرُج

فيا له من خائضٍ ... بحرَ ردىً مُلَجَّجِ

رِئْبالُ غابٍ لم يُرَعْ ... يوماً ولم يُهَجْهَج

ما في قناةِ الملك مُذْ ... ثَقَّفَهَا من عوجِ

يَأْوِي الورى من ظِلَّهِ ... إلى ظليلٍ سَجْسَج

بابُ جمالِ الدينِ أَضْحى ... ملجأً لِمُلْتَجِ

إذا ذكرنا مَدْحَهُ ... هَبَّ نسيمُ الأَرَج

فيا له من مُغْرَمٍ ... ببذلِ جودٍ لَهِجِ

ليس على عاذِلِهِ ... في البذلِ بالمنعرِج

فمن يَقِسْ بفضلهِ ... فضلَ سواه يحْرَج

ما الآسُ كالضَّالِ ولا ... الوردُ كمثلِ العَوْسَج

ولا خلاصُ العسجدِ ال ... أبريز مثلُ البَهْرَج

يا كعبةِ الجود التي ... لغيرها لم نَحْجُجِ

فَتَقْتَ لي معانياً ... في الفكر لم تَخْتَلج

فاسْتَغْرَقَتْ دوائرَ ... الطويل ثُمَّ الهَزَج

والله ما ذو حاجةٍ ... مِنِّي لكم بأَحْوَج

دُمْ عِصْمةً لخائفٍ ... ونعمةً لِمُرْتَج

وقوله:

أَنَا مفتونٌ بمن لم أَسْتَفِدْ ... منه ما أَرجو كَعُبَّادِ الوَثَنْ

عَجَبي من روضةٍ في وَجْهه ... نُورُها باقٍ على مرِّ الزمن

تَجْمَعُ الأَضْدَادَ لكنْ كُلُّهَا ... كاملٌ في فَنِّه حلوٌ حَسَنْ

فيه شمسٌ تحت ليلٍ كُلَّما ... أشرقتْ تلك دَجَا هذا وَجَنّ

وضرامٌ فوق نارٍ راكدٌ ... ذاك لم يُطْفَ وهذا ما سَخَنْ

وقضيبٌ في كثيبٍ أَفْرَطَا ... ذاك في الضَّعْفِ وهذا في السِّمَنْ

سُنَّةُ الآدابِ عِشْقٌ وتُقىً ... فإذا كنت أديباً فاسْتَنِنْ

إن في الحبِّ فنوناً خَفِيَتْ ... لم تَلُحْ إلا لأَرْبابِ الفِطَنْ

يَشْحَذُ الأَفْهامَ بالشوقِ كما ... يَشْحذُ المُدْيَةَ والسيفَ المِسَنْ

وبه يغدُو جبانٌ بطلاً ... وبه يُحْسَبُ ذو العِيِّ لَسِنْ

ومنها في المديح:

يبتدي بالجود مَنْ يقصِدُهُ ... فإذا ما حازه قال تَمَنْ

نائلٌ أَحْلَى من المَنِّ وما ... أَعْذَبَ المنَّ الذي ما فيه مَنْ

وقوله في غلام وراق:

يا عاذلي كُفَّ فإِني امرؤٌ ... أَضْحَى سليماً ما لَهُ راقِ

قد زَرَعَ الحسنُ بروضِ الهوَى ... غُصْناً له من مَدْمَعِي سَاقِ

فكيف يَذْوِي عودُ عشقي وقدْ ... أَوْرَقَ في الحبِّ بِوَرَّاقِ

وقوله في قواس:

قِسِيُّ حواجبِ القَوَاسِ عنها ... سهامُ اللحظ في المُهَجَاتِ تُرْمَى

فكمْ من عاشقٍ جَرَحَتْهُ جَرْحاً ... بأَنْصُلِها ولكنْ ليسَ تَدْمَى

وقوله:

لا تعجبوا إنْ رقَّ لي هاجري ... من أَجْلِ ما وافاه من عَتْبي

فالماءُ لا يُنْكَرُ تأثيرُه ... في الصخرِ، كيفَ القولُ في القلْب

وقوله فيمن جاءه سهم في وجهه وهو ابن الجمل:

<<  <  ج: ص:  >  >>