للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد قلتُ إذ قالوا المُعَظَّمُ ... جاءَهُ في الوجهِ سَهْمُ

عَجَبي لذاك البدرِ منهُ ... كيفَ أَثَّرَ فيه نَجْمُ

وقوله يهجو:

ومشتهَرٍ بالبخلِ غاوٍ بلؤمه ... على يده قُفْلٌ منيعٌ وأَغْلاَقُ

إذا زُرْتُهُ يَزْوَرُّ منِّي تَبَرُّماً ... فلا هو مسرورٌ ولا أنا مشتاقُ

من الشَّجَرِ الملعونِ لا وَرَقٌ به ... ولا ثَمَرٌ، عُقباهُ نارٌ وإحراق

وقوله في أحدب:

انْظُرْ إلى الأَحْدَبِ مَعْ عِرْسِهِ ... وَهْيَ على الجبهة مبطوحَهْ

كأنَّهُ لما عَلاَ ظَهْرَها ... فارةُ نَجَّارٍ على شُوحَهْ

وقوله في مدح الأمير عز الدين موسك:

كلُّ الأنامِ عبيدٌ ... لموسَكٍ نَجْلِ جَكُّو

لدينِ أَحمدَ منه ... عزٌّ وللذلِّ شِرْكُ

في الحربِ والسَّلْمِ منه ... زان البسالةَ نُسْكُ

نوالُ كَفَّيْهِ بحرٌ ... آمالنا فيه فُلْكُ

طيبُ الثناءِ عليه ... كأنما هو مِسْكُ

دُرُّ المعاني بمدحي ... فيه له اللفظ سِلْكُ

له أَقَرَّ بعزْمٍ ... في الحربِ عُرْبٌ وتُرْك

فَسَلْبُهُ، روحَ طاغٍ ... طَغَى، تحاماهُ تَرْك

حسامُهُ لم يُفارِقْهُ ... إن تجرَّد سَفْكُ

يُواصلُ النَّصْرَ منه ... لما تزايدَ بَتْكُ

وفي الفرنج سُطاهُ ... ما فاتها قطُّ فَتْكُ

يا ماجداً رزقُ راجيهِ ... من عطاياهُ يَزْكُو

لا زلتَ خيرَ مليكٍ ... به يُشَرَّفُ مُلْكُ

ما أَسكنَ الجزمُ حَرْفاً ... به تَحَرَّكَ فَكُّ

وقوله في بعض النحاة:

ما حَسَدُ الخاسرِ للرابحِ ... ونظرةُ المذبوحِ للذابحِ

أصعبُ في الأَنفسِ في عَصْرِنا ... من نظرةِ الممدوح للمادح

هذا وقد أعطاهُ من مدحه ... تذلُّلُ المُذْنِبِ للصالح

يُعطى ولا يَشكرُ بعد الأذى ... فالويلُ للمَمنُوحِ والمانح

وقوله في منعوت بالزكي تولى الزكاة:

واحَسْرَتاهُ على الثَّقاتِ ... جُعِلَ الزكيُّ على الزكاةِ

وَهُوَ الذي لخيانةٍ ... أبداً يُعَدُّ من الجناة

ومتى تأمَّلَ درهماً ... في الجوِّ صارَ من البُزَاةِ

وقوله من قصيدة يشكو فيها حاله:

قلمُ الفصاحةِ في يدي لكنني ... قد خانني دَرَجُ الحظوظِ المُلْصَقُ

ومن العجائبِ أَنَّ نفسي وَسَّعَتْ ... في هِمَّتِي ومجال رزقي ضَيِّقُ

عارٌ على الأيام خيبةُ شاعرٍ ... من حظه وهو المُجيدُ المُفْلِقُ

أَنفاسُهُ مُتَفَتِّحٌ نُوَّارُهَا ... لكن على الأرزاق بابٌ مُغْلَقُ

كَثُرَتْ محاسِنُهُ وقلَّ نظيرُهُ ... ونُضَارُهُ فهو الغنيُّ المُمْلِق

من فاتَهُ النصرُ العزيز بملتقى ... الفئتين لا يُجْدِي عليه الفَيْلَق

فانظرْ إِليَّ بعينِ مجدك نظرةً ... فلعلَّ محرومَ المطامع يُرْزَقُ

طَيْرُ الرجاءِ إلى العَلاء مُحَلِّقٌ ... وأَظُنَّهُ سيعود وهو مُخَلَّقُ

وقوله في غلام مغنٍ اسمه مرتضى:

لِمُرْتَضَى مَعْبَدٌ عَبْدٌ إذا صَدَرَتْ ... أصواتُهُ عنه في النادي بتغريد

قد غاضَ طوفانُ هَمِّي حين أَسْمَعني ... أَلحانَهُ فاستوى قلبي على الجُودِي

وقوله يمدح كحالاً:

إذا اشتكى الطَّرْفُ ضُرّاً من تأَلُّمِهِ ... نَجَّتْهُ من رَمَدٍ مُرْدٍ مَرَاوِدُهْ

يَشْفِيه من بَعْدِ ما أَشْفَى على تَلَفٍ ... إِشَافُهُ فلسان البُرْءِ حامدُهُ

وقوله في كحال:

لقد أَظْهَرْتَ من ضِدِّيْنِ أَمْراً ... يحارُ من التعجُّبِ فيه فكرُ

<<  <  ج: ص:  >  >>