فبينَ النوم والأجفانِ حَرْبٌ ... وليس سوى المراود منك سُمْرُ
فماءُ الجفن عند همولِ دمعي ... تضرَّمَ منه في عينيَّ جَمْر
وقوله في الخمر:
صَفْراءُ خالصةُ الفِرِنْدِ أَعَأدَها ... كالنصل من شمسِ الهَواجِرِ صَيْقَلُ
شَعْشَعْتُها بيد المزاجِ ولم يَكُنْ ... من قبلها نارٌ بماءٍ تُشْعَل
زُفَّتْ إلينا والسماءُ حديقةٌ ... والزَّهْرُ زَهْرٌ والمَجَرَّةُ جَدْوَلُ
وقوله:
الخندريسُ البابليَّهْ ... للناسِ أنواعُ البليَّهْ
لاسيَّما لفتىً تُحَرِّكُ ... منه أَشواقاً خَفِيَّة
وقوله فيمن طلب منه قمحاً فأعطاه شعيراًك
طلبتُ من قوتِهِ قليلاً ... كَثَّرَ هَمِّي به انتظارُ
ثم أَتى منه لي شعيرٌ ... دلَّ على أَنَّه حِمَار
وقوله:
تغيَّرَ حُسْنُ رأيك في السماح ... أَبِنْ لي أَمْ لَحَاكَ عليه لاحِ
أَم التقصيرُ مني كان فيما ... خَصَصْتُكَ من ثنائي وامتداحي
وقوله يصف طائراً أبيض طرف ذنبه أسود:
وطائرٍ جازَ بالمطارِ لنا ... سوادُ قلبي بلونه اليَقَقِ
كأنه الصبحُ فرَّ من فَرَقٍ ... فأمسكتْ ذيلَه يدُ الغَسَقِ
وقوله في يوم مغيم بارد:
يومٌ يُجَمِّدُ بَرْدُهُ الخمرا ... والطلُّ فيه يخمِدُ الجَمْرَا
وتخالُ فيه ظُهْرَهُ سَحَراً ... وتخالُ فيه شَمْسَهُ بَدْرَا
فكأنها خودٌ مُحَجَّبَةٌ ... تَخِذَتْ لها من غَيْمِها سِتْرا
وكأنما رُمْنَا مُقَبَّلَها ... فرَنا إلينا طرفُها شزْرَا
وقوله في الزهد:
كن تَجَرَّيْتُ على الذنب ... وكم أَسْخَطْتُ ربي
فَتُرَى تَمْحُو يدُ التو ... بةِ ما قد خطَّ ذنبي
وقوله في شمس الدولة ملك اليمن:
أيا شمسَ دولتِهِ البازغَهْ ... ويا نعمةَ الخالقِ السابغَهْ
أَيا مَنْ يُقَصِّرُ عَنْ حَصْرِ ما ... يجودُ به في الورى النابغهْ
بسطتُ إليكَ يمينَ الرجاءِ ... وحاشاك من ردِّها فارِغَهْ
وقوله في وصف الخمر:
ومحجوبةٍ في الدَّنِّ قد كانتِ الأُلى ... قديماً أَعَدَّتْها لصرف هُمومِهَا
يلوحُ من الكاساتِ ساطعُ نورِها ... كشمسٍ تبدتْ من فُتُوقِ غيومها
ولستَ ترى إلا شعاعاً وإِنما ... يدلُّ عليها نَغْمَةٌ من نسيمها
وقوله في مدح الأجل القاضي الفاضل:
نائلُ الفاضلِ عنه قال لي ... منه ما تعدم جوداً في الوجودِ
سيدٌ سادَ أُولي الفضلِ بما ... دونَهُ فيه نرى عبدَ الحميد
ذو أَساطيرَ على الفورِ أَتَتْ ... أين من أسطرا دُرُّ العقود
ذو يراعٍ قد رأيناه له ... في محاريبِ المعاني ذا سجود
طالما أذهبَ عنا نُوَباً ... شابَ من أهوالها رأسُ الوليد
ولهُ ثاقبُ رأْيٍ أبداً ... يمنحُ الأرواحَ أَمْواتَ اللحود
فصلاحُ الدين ناداه كما ... كان بالطور كليمُ اللهِ نُودِي
خَفَضَتْ أعداءَهُ سَطْوتهُ ... وهْو من عُظْمِ سُعودٍ في صُعودِ
وقوله في تعزية:
هذا سبيلُ الأوّلين ... نعَمْ وكلُّ الآخرينا
لا بدَّ أن يجري القضا ... ءُ به سَخطْنا أوْ رضينا
الموتُ قد قطعَ الأُصُو ... لَ فكيف نستبقي الغُصُونا
وقوله في زكمة أقامت معه:
جاءَت بها مُزْنةُ رأسي نَدًى ... لكنها باخلةٌ بالنَّفَسْ
وقوله يحض على الصبر والسعي في طلب الرزق:
أَلطافُ ربك في الضَّرّاءِ كامنةٌ ... فكنْ لغائبةِ السرّاءِ مُنْتَظِرَا
فغايةُ الليل فجرٌ والسهادِ كرًى ... ومن أَجابَ دواعي صَبْرِه قَدَرَا
وَرُبَّ منثورِ شملٍ عادَ مُنتظماً ... وغائبٍ يَئِسَتْهُ أَهْلُهُ حَضَرا