للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وله من قصيدة تنشد على المقابر أولها:

الرَّدَى للأَنامِ بالمرصادِ ... كلُّ حيٍ منه على مِيعادِ

كيفَ يُرْجَى ثباتُ أَمْرِ زمانٍ ... هو جارٍ طبعاً على الأَضداد

فإذا سرَّ ساءَ حتماً وَيَقْضِي ... بوُجودٍ إلى بِلىً ونَفَادِ

ومنها:

نحنُ في هذه الحياة كَسَفْرٍ ... ربما أُعْجلوا عن الإرْوادِ

عَرَّسُوا ساعةً بها ثم نادى ... بالرحيلِ المجدِّ فيهمْ مُناد

كم أَبٍ والِهٍ بثُكْلِ بَنيهِ ... كم يَتيمٍ فينا من الأوْلادِ

فعَلامَ المُشاجَرَاتُ وفيما ... ولماذا تحاسدُ الحُسَّادِ

يَدَّعي المرءُ إرْثَ أَرْضٍ وَدارٍ ... سَفَهاً غيرَ لائقٍ بالسَّدادِ

وهو مَوْرُوثُها إذا كان يَبْقى ... وهي تَبْقَى على مدى الآباد

وقُصَاراهُ أن يُشَيَّعَ مَحْمُو ... لاً بأكْفانِه على الأَعوادِ

وإذا الأَهْلُ والأَقارِبُ والأَحْسَابُ ... راحوا فأنتَ في الإثْرِ غاد

فالقبورُ البيوتُ مَضْجَعُنا فيها ... وما إنْ سِوَى الثَّرى من وِساد

ومنها:

كم أَحالَ البِلَى إليه قديماً ... جَسَداً ناعماً من الأجْسادِ

شاهدُ الموتِ لائحٌ في جبين ... الحَيِّ منا في ساعةِ الميلاد

وله في ضمن كتاب:

وماذا عليه لو أَجابَ بلفظةٍ ... ولم يُلْهِهِ عن ذاك سَعْدٌ ولا سُعْدَى

غرامٌ لهُ مَا بينَ بطنٍ لهذه ... وظهرٍ لذا أَنْسَى الصَّدَاقَةَ والوُدَّا

وله في الهجو:

عناصرُ الإِنسان من أربعٍ ... وخالدٌ عُنْصُرُهُ واحدُ

فمن كثيفِ الأَرْضِ تكوينُهُ ... فَهْوَ ثَقِيلٌ يابسٌ باردُ

وله من رجز في الحكمة:

من لم يَمُتْ في يومهِ مات غَدَهْ ... لا بُدَّ مِنْ مَنْهَلِهِ أَنْ يَرِدَهْ

ومنها:

من تَخِذَ العلمَ خَدِيناً عَضَّدَهْ ... وحاطَه في دينه وأَيَّدَهْ

فأَْنَسْ بهِ تُكْفَ شُرورَ الحَسَدهْ ... وَبِنْ من الناسِ وَكُنْ على حِدَهْ

وَدَعْ لهم دنياهُمُ المُسْتَعْبِدَهْ ... حاجزةً عن الرشاد مُبْعِدَهْ

دونكَ فعلَ الخير فاسلُكْ مَقْصِدَهْ ... مَنْ عَرَفَ اللهَ يقيناً عَبَدَهْ

وله في الأمير مبارك بن منقذ من قصيدة:

لجأْتُ إِلى خير الأَنام ابنِ مُنْقِذِ ... ليصبحَ من أَسْرِ الحوادثِ مُنْقِذِي

ولذتُ بِحُرٍ في الأَنامِ مُنَجَّدٍ ... بصيرٍ خبيرٍ بالأَنامِ مُنَجَّذِ

أَقُولُ لنفسي إِن تداني مَزَارُهُ ... خذي ذِمَّةً منه لنائبة خُذِي

وله من قصيدة:

قد قُلْتُ للمُجْرى إِلى مضمارِهِ ... والمجدُ نَهْجٌ صَعْبَةٌ أَوْعَارُهُ

مما يَشُقُّ لحاقُ شَهْمٍ سابقٍ ... فإِليكَ عَمَّنْ لا يُشَقُّ غُبَارُه

بَشَرٌ تَحَلَّتْ بالفضائلِ نَفْسُهُ ... قَمَرٌ تَجَلَّتْ للورى أَنْوَارُه

وله من قصيدة أخرى:

يُغْضِي عن الزَّلَّةِ حتى يُرَى ... كأَنَّهُ من حِلْمِهِ ما دَرَى

ذو قلَمٍ يَرْقُمُ ما شاءَهُ ... إنشاؤُهُ فهو كبرقٍ سَرَى

كأنما القرطاسُ في كَفِّهِ ... أُودِعَ من أَلْفَاظِهِ جَوْهَرا

ومنها:

دُونَكَ من عَبْدِكَ مدحاً غَدَا ... قَدْرُكَ من مِقْدَارِهِ أَكْبَرا

فاصفحْ عن الهفوةِ في نُطْقِهِ ... إذا تصفَّحْتَ الذي حُبِّرَا

وله من قصيدة:

وما الحظُّ منقوصاً بقوصٍ وإنها ... أَجلُّ محطٍ للغريبِ وللسَّفْرِ

وأْسنى بلادِ الله إِسْنا لساكنٍ ... وخيرٌ من الكلِّ الرحيلُ إلى مصر

فلستُ على أَسْوان أَسوانَ بعدها ... وما أنا مجرٍ ذِكْرَهَا لي على فِكْرِ

فلا بارك الرحمنُ فيمن أَزاحني ... عن الظلِّ والماءِ الزُّلالِ الذي يجري

<<  <  ج: ص:  >  >>