للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَقيلٌ ولكن أينَ مِنِّيَ ظِلُّهُ ... وسُقْيا ولكنِّي بعيدٌ عن القطر

وله من قصيدة في مرثية أبي محمد هبة الله بن علي بن عرام وكان شاعراً مجيداً:

مَنْ لسودِ الخطوب غَيْرُكَ يُجْلِيهَا ... وقد غابَ منك بَدْرٌ منيرُ

من يحوكُ القريضَ مِثْلكَ يُسْدِيه ... على خِبْرةٍ به وَيُنِيرُ

ليس في العيشِ بَعْدَ فقْدِك خَيْرٌ ... حَبَّذَا وافدُ الردى لو يَزُور

كان ظنِّي إذا المنايا انْتَحَتْنَا ... أَنَّني أَوَّلٌ وأَنْتَ أخير

خانني الدهرُ فيه آمَنَ ما كنتُ ... عليه وعَزَّني المَقْدُورُ

كيف لي بالسلوِّ عنه وَطَيُّ ... القلبِ من فَقْدِهِ جَوًى مَنْشُور

فسقى قبرَهث نداه فَفِيهِ ... لثراهُ غِنًى وَرِيٌّ غَزِيرُ

وله بيت مفرد:

أَنْحَلَني بُعْدِيَ عَنْها فَقَدْ ... صِرْتُ كأني دِقَّةً خَصْرُهَا

فعمل ابن عمه أبو محمد أبياتاً، وأتبعه تضميناً، فقال:

وقائلٍ عهدي بهذا الفتى ... كروضةٍ مُقْتَبِلٍ زَهْرُهَا

واليومَ أَضْحَى ناحلاً جِسْمُهُ ... بحالةٍ قد رابني أَمْرُها

فقلتُ إذ ذاك مجيباً له ... والعينُ مِنِّي قد وَهَى دُرُّها

أَنْحَلَنِي بُعْدِيَ عنها فَقَدْ ... صِرْتُ كأَنِّي دِقَّةً خَصْرُهَا

وله في الحكمة:

وما المرءُ إِلاَّ من وَقَي الذمَّ عِرْضَهُ ... وعزَّ فلا ذامٌ لديه ولا غِشُّ

وليس بمن يرضى الدناءَةَ والخَنا ... طِباعاً ولا مَنْ دأْبُهُ الهُجْرُ والفُحْشُ

وله من قطعة:

أَسَعْدَ الدين قد نَشَأَتْ سَحَابٌ ... بِوَعْدِكَ والمُراد هو الرَّشَاشُ

فما بالغيمِ لي نَقْعٌ ولكن ... بفيضِ الغَيْث قد يَرْوَى العِطَاشُ

فلم أَقْصِدْكَ دونَ الناس إلا ... رجاءً أَنْ يكونَ بك انتعاشُ

ومنها:

وكم جَازَ القِفَارَ إِليكَ عَبْدٌ ... يُؤَمِّلُ أَنْ يكونَ بكَ انتياش

وأوْفَى من بلادٍ شاسعاتٍ ... يضيقُ بها لساكنها المَعَاشُ

فَآمَنَهُ الزمانُ فقد قَصَدّى ... له وأَصَابَهُ منهُ خِدَاش

وكم حصَّ الزمانُ جناحَ قَوْمٍ ... ولكنَّ الكرامَ رَعَوْا فَرَاشُوا

وله من قصيدة:

قَمَرٌ ولكنْ في الغناءِ تخالُها ... قُمْرِيَّةً قد غَرَّدَتْ برياضِ

والخدُّ وَرْدٌ والبنفسجُ فَوْقَهُ ... آثارُ تقبيلٍ ببعضِ عِضَاضِ

كَانَ السرورُ بها فلما أَنْ نَأْتْ ... ذَهَبَ السرورُ وكلُّ آتٍ ماضِ

وله

كَرِهْتُمْ مُقامي فارتحلتُ ولم يكُنْ ... مَسِيرِيَ عنكم لا مَلاَلاً ولا بُغْضَا

ولو قد صَبَرْتم فرَّقَ الدهرُ بَيْنَنا ... بِموتٍ إلى أن لا يَرَى بعضُنا بَعضا

وله

تحقَّقَ صِدْقُ الودِّ مني وصَفْوهُ ... فأصبَحَ ذا حُكْمٍ على القلبِ مُشتَطِّ

وأَعْرَضَ إعراضَ المُدِلِّ بنفسِهِ ... وتاهَ بأن أَعطى من الحُسْنِ ما أَعْطِي

وله من كلمة في الهجو:

يا سائراً في غير نَهْجِ التُّقَى ... وسادراً في غَيِّهِ خابِطَا

ومنها:

فَحْلٌ كما يَزْعُمُ لكِنّهُ ... بالدُّبْرِ للمُرْدِ غدا لائطا

وله

أَغيٌّ وقد لاحَ المشيبُ بعارضي ... وفيه لَعَمْرِي واعظٌ أيُّ واعِظِ

سأُكْرِمُ نفسي أن تُقارِفَ ريبةً ... بسرٍ دفينٍ أو بعينِ مُلاحِظ

وله

أَأُثْنِي عليكم وأَكْسُوُكُم ... مدائحَ تُطْرِبُ من يَسْمَعُ

وأُبخَسُ حَقِّي ويُخْارُ مَعْ ... عتابي على مَوْضِعي مَوْضِعُ

إذا ما رضيتُ بها خُطَّةً ... فقد زادَ من قَدْركم أَوْضَع

وله

سأَحلمُ عن خَصْمي بمجلسِ لَغْوهِ ... ولستُ حليماً عنه في حَوْمة الوَغَى

<<  <  ج: ص:  >  >>