من أدهمَ للحِلي فوق لِباتِه ... شُهب تُضيء ظلامَه الغربيبا
متألق إفرَنْده في حلكةٍ ... وكأنّما ثبجٌ عله أذيبا
أو أشهب ضبغ النّجيع أديمه ... لوناً أعار لحسنه تذْهيبا
ما خِلْت ريحاً قبله امتُطيَت ولا ... أبصرتُ برقاً قبله مركوبا
تُردي بكل فتىً إذا شهد الوغى ... نثر الرّماح على الدّروع كعوبا
قد لوّحته يدُ الهواجر فاغتدى ... مثل القناة قصافةً وشحوبا
يتسابقون الى الكفاح بأنفسٍ ... ترك الإباء ضرامها مشْبوبا
تخِذوا القنا أشطانهم واستنبطوا ... في كل قلب بالطِّعان قليبا
أحييتَ عدل السّابقين الى الهدى ... وسلكتَ فيه ذلك الأسلوبا
وبثثتَ في كلّ البلاد مهابة ... طفِق الغزال بها يؤاخي الذّيبا
وهمَتْ يداك بها سحائبَ رحمة ... ينهلّ كل بنانة شؤبوبا
ومنها:
ونصرتَ دينَ الله حين رأيته ... متخفّياً بيد الرّدى منكوبا
فالخيل تسرع والفوارس ترتمي ... مُرْداً الى أجر الجِلاد وشيبا
ومنه في الدرع:
متسَرْبِلي غُدَر المياه ملابِساً ... مُستنْبِطي زُيُر الحديد قلوبا
ونصبتَ من هام العِدى لك مِنبراً ... أوفى حسامك في ذراه خطيبا
لما أعدّوا البيض هيفاً جُرّدا ... والطّاس يفهقّ مرّة والكوبا
أعددتَ للغمرات خير عَتادها ... رمحاً أصمّ وسابحاً يعْبوبا
ومنها في الدرع:
ومُفاضة كالنهر درّج متنَه ... ولعُ الرّياح به صباً وجنوبا
ومنها في السيف:
ومهنّدٍ عضْب الغرار كأنّما ... درجَتْ صغار النّمل فيه دبيبا
ذكر الكميّ مضاءَه في وهمه ... فرأيتَه بنجيعه مخضوبا
تعطي الذي أعطتكه سمْر القنا ... أبداً فتغدو السّالبَ المسلوبا
وكّلْتَ فكرَك بالأمور مراعياً ... وأقمتَ منه على القلوب رقيبا
ومنها:
وأنا الغريب مكانُه وبيانُه ... فاجعل صَنيعَك في الغريب غريبا
وقوله من قصيدة في يحيى بن تميم سنة اثنتي عشرة وخمسمائة في صفة الحرب:
تألّق منك للخُرْصان شُهْب ... على لِمم الدّجى منها مشيبُ
نجوم في العجاج لها طلوعٌ ... وفي ثغْر الكُماة له غُروب
ومنها:
وقد غشّاك من سود المنايا ... سحائب ودقهنّ له صبيب
فلا برق سوى بيض خفاف ... تُقَطُّ بها الجماجم والتّريبُ
تغادر كل سابغة دلاص ... كما شقّت من الطرب الجيوب
وقوله من قصيدة في مدحه:
بكم فضَلَ المشرقَ المغربُ ... وفي مدحكم قصّر المُطنِب
وما اعترف المجدُ إلا لكم ... فليس الى غيركم يُنسب
توارثتموه أباً عن أبٍ ... كما اطّردت في القنا الأكعب
ومنها:
إذا بلدٌ ضاق عن آملٍ ... فعندكمُ البلد الأرحب
بحيث ينادي النّدى بالعُفاة ... هلمّوا فقد طفحَ المشرب
ومنها:
دنا كرَماً ونأى هيبة ... فتاهَ به الدّست والموكب
وسالت ندًى وردًى كفّه ... فهذا يرجّى وذا يرهَبُ
وقوله من قصيدة في مدح حسن بن علي بن يحيى بن تميم:
عذيريَ من شيْب أمات شبابي ... وداعٍ لغير اللهو غير مُجاب
فقدتُ الصّبا إلا حُشاشةَ نازع ... تداركتها إذ آذنَتْ بذهاب
بصفراءَ من ماء الكروم سقيتُها ... بكفّ فتاةٍ كالغلام كعاب
تُنير فيستغشي الزجاجة نورها ... كما ذرّ قرن الشمس دون سراب
فهل من جُناح ويكما أو تِباعةٍ ... على رجل أحيا صبًى بتصاب
ومنها:
ولم يطْف نار الهمّ مثل رجاجة ... تُشَجّ حُميّاها بماء رضاب