للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولثْم خدود كالشّقائق غضّة ... وضمّ قدود كالغصون رِطاب

فقم يا نديمي سقّني ثم سقّني ... فبي ظمأ أصبحت منه لِما بي

أما والذي لو شاء لم يخلق الهوى ... لهوني ولا عذْبَ اللّمى لعذابي

لقد طال ذمّي الدّهْرَ حتى أقرّني ... من ابن عليٍّ في أعزّ خِصاب

وجدت ذراه الرحبَ أكرمَ منزل ... فقيّدْت أفراسي به وركابي

وكم ردّدَتْ نحوي الملوكُ خطابها ... فما حليتْ منّي بردّ جواب

وقوله من قصيدة في مدحه:

لم يدعُني الشوقُ إلا اقتادني طرباً ... ولم يدعْ ليَ في غير الصّبا أرَبا

وذو العلاقة من لجّ الغرامُ به ... وكلّما ليمَ أو سيمَ النزوع أبى

كانت لنا وقفة بالشِّعْب واحدة ... عنها تفرّع هذا الحب وانشعبا

ولائم ليَ لم أحفل ملامته ... ولا سمحتُ له منّي بما طلبا

قال: اسلُ فالحب قد عنّاك قلت أجل ... حتى أراجعَ من لبّي الذي عزَبا

طرفي الذي جلب البلوى الى بدَني ... فلُمْه دوني في الخطب الذي جلبا

هو الهوى وهواني فيه محتمَل ... وربّ مُرّ عذاب في الهوى عذُبا

أما ترى ابنَ عليٍ حين تيّمَه ... حبّ العُلا كيف لا يشكو له وصبا

أغرّ ما برحت تثني عزائمُه ... سيفَ الهدى بنجيع الشّرك مُختضبا

قد أصبح المُلك منه في يدي ملِكٍ ... مُرّ الحفيظة يُرضي الله إن غضبا

لو أنّ أيسر جزء من محاسنِه ... بالغيث ما كفّ أو بالبدر ما غرَبا

ومنها في وصف قصر له بناه:

إذا سقى الله أرضاً صوبَ غادية ... فليسقِ قصرَك صوبَ الرّاح ما شربا

قصر تقاصرَت الدنيا بأجمعها ... عنه وضاق من الأقطار ما رحُبا

ومنها يصف شجر النّارنج:

وحبّذا قُضُب النّارنج مُثمرة ... بين الزّبرجَدِ من أوراقها ذهَبا

وفي صفة النهر:

وحبّذا الوُرق فوق القُضب ساجعة ... والماء في خلَل الأشجار منسربا

سلّتْ سواقيه منه صارماً عجباً ... لا يأتلي الجدْبُ منه مُمعِناً هربا

حُسام ماءٍ إذا كفّ الصّبا انبعثت ... لصقلِه تركتْ في متنه شُطُبا

صفا ورقّ فكاد الجو يشبهه ... لو أن جواً جرى في الروض وانسكبا

ومنها في صفة الخمر:

...... ترتمي شرراً ... فوق البنان وهذا يرتقي حبَبا

شمطاء ما برحَتْ في الدنّ قائمة ... تفني الليالي والأيام والحِقَبا

حتى لقد جهلتْ للبُعْد عاصرَها ... وأنسيت لتراخي عهدها العنبا

وقوله فيه:

بسُمر الرّماح وبيض القُضبْ ... تُنال العُلا وتُحاز الرُتبْ

وما بلغ المجدَ إلا فتًى ... يمتّ إليه بأقوى سببْ

فكن كلِفاً بالقَنا والظُبى ... إذا كلِفوا باللّمى والشّنبْ

إليّ تناهى الهوى مثلما ... الى ابن عليّ تناهى الحسَب

كأن هواي قدودَ المِلاح ... هواه قدود الرّماح السُلُبْ

أهيم ببيض الدُمى مثلما ... تهيم يداه ببيض القُضُبْ

ويُسهرني صدّ ذات اللّمى ... ويُسهِره نيلُ أعلى الرُتبْ

ولا أقبل العذْرَ فيمن أحب ... ولا يقبل العذْلَ فيما يهَبْ

ويخفق قلبي جوًى كالبُروق ... وتهمي يداه ندًى كالسُحُبْ

وقد فعل السُقمُ بي والنُحو ... لُ فعلَ عوارفِ بالنّشبْ

فلا حسُّ في بدني للحياة ... ولا حسّ في ظله للنّوَبْ

وعهد جفوني بطيب الكرى ... كعهد مُغالبِه بالغَلَبْ

ووجدي ومفخرُه باقيا ... ن في كلّ حين بقاءَ الحقَبْ

فأبقى لي الوجدَ جيدٌ وخال ... وأبقى له المجدُ جدّاً وأبْ

<<  <  ج: ص:  >  >>