أنعَت بالفسق فيه إفكاً ... والفسق من أقبح النعوت
ورُبّ يوم حُميت غيظاً ... من أسود اللون كالحَميت
أرفَع صوتي به اشتِكاء ... والرفع في الصوت رفع صيت
أقول: يا ربّ هل أراه ... تحت الدّبابيس واللتوت
كم شمل كرْبٍ به جميع ... وشمل أنْسٍ به شتيت
ويحَك يا نفس أيّ جهد ... من لؤم أخلاقهم لقيت
وقوله في مدح حسن بن علي:
أيُحيي الدهر منّي ما أماتا ... ويرجِع من شبابي ما أفاتا
وما بلغَ الفتى الخمسينَ إلا ... ذوي غُصْن الصّبا منه فماتا
يقول الركب هاتا دارَ هِندٍ ... فهل يُجدي مقالُ الركب هاتا
ومنها:
بكيتُ على الفُرات غداةَ شطّوا ... فظنّ الناس من دمعي الفُراتا
وبي من ساكن الأحداج أحوى ... كريم العصر صدّاً والتفاتا
أعادَ دلالُه وجْدي جميعاً ... وأوسع صدّه صبري شتاتا
وولّى بالعزاء غداةَ ولّى ... وكيف يردّ ما ولّى وفاتا
فسائلْ عن جفونيَ كيف باتت ... وعن قلبي المعذّب كيف باتا
أما لو عادني لأعاد روحي ... وأحيا أعظُمي الرِّمَم الرّفاتا
كما أحْيى ندى الحسن البرايا ... وكان الغيثَ إذ كانوا النّباتا
مليك ما لجأت إليه إلا ... قمرت من الحوادث ما أماتا
يهزّ الرّفد عِطفيه ارتياحا ... ويحكي الطّودَ في الهيجا ثباتا
وصلت بحبله الممدود حبلي ... فما أخشى له الدهر انبتاتا
وهابتْني الليالي في ذراه ... فلست بخائف منها افتياتا
ولما حدّث الرُكبانُ عنه ... بما أولاه من فضل وآتى
مرقت إليه من خلل الدّياجي ... مروقَ السهم إذ جدّ انفلاتا
الى أن حطّ رحلي في ذراه ... بحيث انقاد لي زمني وواتى
فلا عدمَتْ به الدنيا جمالاً ... ولا فقدتْ له العلياء ذاتا
الثّاء
خلِّ لها في الزّمام تنبعث ... وارمِ بها البيد غير مكترث
من كل موّارة المِلاط لها ... وخْدٌ متى تستثِرْه لم ترث
فالحيّ كالميْتِ ما أقام على ... حالة بؤس والبيت كالجدَث
أقسمت بالله بارئِ النّسَم ال ... باعث بالحقّ غير منبعِث
والراقصات العِجال تبتدر الرُكْ ... نَ بغُرّ فوَيْقها شُعُث
إليةً لا أاف من كذِب ... يقدح في صدقها ولا حنَثِ
إنّ ابن يحيى كهل البصيرة والر ... رأي وإن لم يجُزْ مدى الحدث
الواعد الوعدَ غيرَ منتقض ... والعاهد العهدَ غيرَ منتكث
والأسد الورد والمكر والمو ... ت غرثان والكماة جُثي
... يُستمنح يجُدْ ومتى ... يُدْعَ به في ملمّةٍ يغِثِ
فأي أرض لم يسْقِ مُجدبَها ... بصوبِ معروفِه ولم يغِثِ
... بدلُها الخنث ال ... فاتر ذات الدّلال والخنث
ويلاه مما ينوب كل فتى ... لم يكتسب مجدَه ولم يرث
ما الطيّب النّجر كالخبيث ولا ... يُعَدّ صفو النُضار كالخبث
من نفرٍ لم تُدَرْ عمائمهُم ... يوماً على ريبَةٍ ولم تُلَثِ
فالشّعر وقْف على محاسنهم ... وليس جِدّ المقال كالعبث
وقوله في الغزل:
جدّ بقلبي وعبثْ ... ثم مضى وما اكترثْ
وا حزَني من شادن ... في عُقَد الصبر نفث
يقتُل من شاء بعي ... نيه ومن شاء بعث
فأي ودّ لم يخُنْ ... وأي عهد ما نكث
الجيم