للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله من قصيدة في مدح حسن بن علي بن يحيى بن تميم وقد كثر الإرجاف بخروج أسطول صاحب صقلية الى إفريقية وقصد به المهدية في سنة سبع عشرة وخمسمائة:

للَفظك يُهجَر الروضُ البهيج ... ودون ثيابك المسكُ الأريجُ

وأنت الشمسُ مطلعُها ذراها ... وليس سوى الدّسوت لها بروج

وإن قُدِحَت زِناد الحرب يوماً ... وكان لنار معركةٍ أجيجُ

تركتَ برأيك الأبطالَ فيها ... ومن تحتِ العجاجِ لها عجيج

نماك بنو المعزّ فطُلتَ فرعاً ... كذا الخطّي ينميه الوشيج

وأمّ جنابَكَ العافون طُراً ... كما يتيمّم الركنَ الحجيج

وأعداهم سماحكَ فاستُميحوا ... ولولا البحر لم يفضِ الخليج

ولما أن توعّدكَ النّصارى ... كما يتوعّد الأسد المهيج

أتتك غُزاتها بالقُرب تتْرى ... ليُنقَضَ ما تُعالجه العُلوج

وحولكَ من حُماتِكَ كل ذمر ... له في كلّ مشتَجَرٍ ولوج

ومقرَبَةٍ تفرّج كل كرب ... إذا ملّتْ من الركض الفروج

إذا كُسيَت دمَ الأبطال عادت ... ودون لبوسِها الذّهب النسيج

وقد ريعتْ قلوب الشِّرك حتى ... كأنّ لها بأندلسٍ ضجيج

فبلّغهم رسولكَ كي يقرّوا ... فإن الأمر بينهم مريج

وإنّا الداخلون الى بلِرم ... إذا ما لم يكن منهم خروج

لأنّا القومَ ترضيناالمذاكي ... إذا صهلتْ وتؤنسنا الرّهوج

بقيتَ لنا وللإسلم ركناً ... تجانيه الخطوب ولا يَعيج

ولا غُمِدَتْ لنُصرتك المواضي ... ولا حُطّتْ عن الخيل السّروج

شأى الدرّ القريض بكم وتاهت ... على أدراجه هذي الدّروج

وقوله في يحيى بن تميم بن المعز بن باديس:

ذكرَ المعاهدَ والرسومَ فعرّجا ... وشجاه من طللِ البخيلةِ ما شجا

هيفاءُ أخجلتِ القضيبَ معاطفاً ... والريمَ سالفة وطَرْفاً أدْعَجا

وسقى النعيمُ بذَوبِه وجناتِها ... فوشى به حلل الرّياض ودبّجا

الآس أخضر والشّقائق غضّة ... والأقحوان كما علمْتَ مفلَّجا

لا تسألنّي عن صنيع جفونِها ... يوم الوداع وسلْ بذلك مَنْ نجا

لو كنت أملِك خدّها للثَمتُه ... حى أعيدَ به الشقيقَ بنفسَجا

أو كنت أهجع لاحتضنت خيالها ... ومنعت ضوء الصبح أن يتبلّجا

فبثثت في الظلماء كُحْلَ جفونها ... وعقدت هاتيك الذوائبَ بالدّجى

عرضت فعطلت القضيب على الكثي ... ب تأوّداً وتموّجاً وترجْرجا

وكأنما استلبتْ غلالةُ خدّها ... من سيف يحيى حدّه المتضرّجا

ملِك عنَتْ منه الملوك مهابة ... لأغَرّ في ظلم الحوادث أبلجا

أحلى على كبد الوليّ من المُنى ... وأمرّ في حنكَ العدوّ من الشّجا

من سرّ يعربَ ما استقلّ بمهدِه ... حتى استقلّ له المجرةَ معرَجا

يا من إذا نطق العَلاء بمجده ... خرس العدوّ مهابة وتلجلُجا

ومنها في صفة الفرس:

عجباً لطرفك إذ سما بك متنُه ... كيف استقلّ بما عليه من الحِجى

سبق البروقَ وجاء يلتهم المدى ... فثنى الرياح وراءه تشكو الوجى

وعدا فألحق بالهجائن لاحِقاً ... وأراك أعوج في الحقيقة أعوجا

كالسّيل مجّتْه المذانبُ فانْكفا ... والبحر هزته الصّبا فتموّجا

ومشى العِرَضْنة بالكواكب ملجماً ... مما عليه وبالأهلّة مُسرَجا

ما دون كفِّك مرتَجى لمؤمّلٍ ... لم يُلْفِ بابَك دون سيْبكَ مُرتَجا

بكَ يُستجار من الزّمان وريْبِه ... وإليك من نوَبِ الليالي يُلتَجا

فمتى نقِسْ بك ذا ندى كنت الحيا ... صدقتْ مخيلته وكان الزّبرِجا

<<  <  ج: ص:  >  >>