للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكلّ أبيضَ ماضي الغرْب منصلتٍ ... في كفّ أبيض رحْب الصّدر والباع

يلقى الخطوبَ بجأشٍ غير مكترثٍ ... بالنائبات وقلبٍ غيرَ مُرتاع

وقوله في التجنيس:

ذكرْت نواهم لدى قُربِهم ... فجدت بأدمُعي الهُمّع

فكيف أكون إذا هم نأوا ... وهذا بُكائي إذا هُمْ معي

وقوله في الغزل:

ما قطّعَ القلبَ إلا ... غزال آل قطاعهْ

وسنان ليس على الصّب ... ر في هواه استطاعهْ

لمّا دعاني الى الحُب ... ب قلت سمعاً وطاعهْ

وقوله في الصبر على الشدة:

يقولون لي صبراً وإني لصابر ... على نائبات الدّهر وهي فواجع

سأصبر حتى يقضي الله ما قضى ... وإن لم أصبِرْ فما أنا صانِع

وقوله في جارية قدمت شمعة:

بأبي خَوْد شَموع ... أقبلت تحمِل شمعهْ

فالتقى نوراهما واخ ... تلفا قدراً ورفعهْ

ومسير الشّمس يستهْ ... دي بضوءِ النّجم بدْعَهْ

الغين وقوله:

إني لأشفِقُ أن يراني حُسّدي ... إلا مُقيدَ يدٍ ومرغِمَ باغِ

أو مُعمِلاً لزجاجةٍ يسعى بها ... خنِث الجُفون مبلبل الأصدغِ

فلو انّ عمري عُمر نوع لم أبَلْ ... فيه بمُهلةِ عطلةٍ وفراغِ

وقوله في شاعرين مدحاه، وكان أوّل قولَهُما، وعرّض بشعر آخر خبيث الطبع:

وا بأبي شاعران قد نبَغا ... بل بأبي نيّران قد بزغا

ما بلغ الأوّلون قاطبة ... من رتَبِ الفضل بعضَ ما بلغا

تدفّقا والقريض قد نضبتْ ... بحوره والكلام قد فرَغا

وأبْرَزا منه كلّ معجزةٍ ... يعجز عنها أيمّة البُلَغا

ومنها:

إنْ نسَبا أطرَبا وإنْ مدَحا ... زانا وإن يهجُوا فقد لدَغا

من قال في العالمين مثلُهما ... فقد هذَى في مقاله ولغا

ليسا كمن كنتُ حين يُنشدني ... أقول ما بال ذا البعير رَغا

كلبُ هِراشٍ تراه منفلِتاً ... عندَ حضور الخِوان ليثَ وغى

عِيبَ به ثغرنا المَصون فلو ... يكون ثغراً لكان فيها شغا

ما زلت ألقى سِفاهَه بحِجى ... يروع شيطانه إذا نزغا

أفديكُما شاعِرَيْن لو شهِدا ... عصرَ زيادٍ إذن لما نبَغا

صاغا لجيدي حُليّ لفظِهما ... فأتْقَناه وأحْكما الصّيَغا

وأهْدَيا ليَ مدْحاً سحبت به ... بُرْدَ جمالٍ عليّ قد سبَغا

أنشدهُ حاسدي فأكمِدَهُ ... حتى توهمت أنّه دمِغا

لو عدِمَتْ مُقلتاي شخصَهُما ... ما رفَهَ العيشُ لي ولا رفَغا

الفاء وقوله من قصيدة:

فهاتِها إذا النّديم أغفى

ناراً بها نار الهموم تُطفى

أشدّ من كلّ لطيفٍ لُطفا

ترى الهواءَ عنده يُستَجْفى

من يدِ ساقٍ ساقَ نحوي الحتفا

بمقلةٍ تفري الدِّلاصَ الزّغْفا

تُنعِشُ ألْفاً وتُميت ألْفا

صوّرهُ الله فأعْيا الوَصْفا

بدْراً وغُصْناً ناعماً وحِقْفا

يرْتَجّ نِصْفاً ويميسُ نِصْفا

وصيّر الحُسنَ عليه وَقْفا

فما رآهُ أحد فعفّا

وقوله في غلام واعظ حسن الوجه:

وا حزَني من جفنِك الأوطَفِ ... وخصرِك المختصر المخطفِ

يا واعظاً ما زادَني وعظه ... إلا جوى أيسرُه مُتلِفي

ما بالُ ذا الورد بخدّيْك قدْ ... أينَع للقطفِ ولم يُطَفِ

وما لفِيكَ العذْبِ لم يُلثَمِ ... وريقِك المعسولِ لم يرشَفِ

برزتَ في معرض أهل التَّقى ... وما بدا منك سوى ما خَفي

أيمنعُ القرْقَفَ مَن ريقُه ... أشدّ إسْكاراً من القَرْقف

يا موقِداً بالهجر في أضلُعي ... ناراً بغير الوصلِ ما تنطفي

إن لم يكُنْ وصل فعِدْني به ... رضيت بالوعد وإن لم تفِ

<<  <  ج: ص:  >  >>