فلله طوْد للنُهى ليس يُرتَقى ... وبحر من الآداب ليس يُخاض
وميدان سبقٍ جلت فيه لغايةٍ ... يُحصّ جناحي دونها ويُهاض
الطّاء وقوله في الزهد:
حسبي فكم بعُدَتْ في اللهو أشواطي ... وطال في الغيّ إسرافي وإفراطي
أنفقت في اللهو عمري غير مُزدَجرٍ ... وجُدْت فيه فوفري غير محْتاط
علّي أخلّص من بحر الذنوب وقد ... غرقْت فيه على بُعْدٍ من الشّاطي
نعم وما لي ما أرجو رضاكَ به ... إلا اعترافي بأنّي المذنب الخاطي
وقوله:
سرَتْ فتخيّلت الثريّا لها قُرْطا ... وشُهْب الدّجى في صبح لبّتها سِمْطا
ولما رنَتْ عن مقلة الرّيم أقصدَتْ ... فؤادي بسهم فوّقته فما أخْطا
وخطّتْ بقلبي أسطر الشّوق صفحة ... قرأت بها سطراً من المِسك قد خطا
ونونات أصداغٍ كأنّ جفونَها ... تولّتْ بحبّات القلوب لها نقطا
ومنها في صفة المجاديف:
كأنّ حَباب الماء درّ مُبدّد ... وهنّ أكف الغيد يُعجِلنَه لقْط
وقوله في الاستعطاف:
لعلّ الرضا يوماً بديلٌ من السخط ... فيعقب روْحات الدّنوّ من الشّحْط
ويُنصفُ من دهرٍ على الحُرّ معتَدٍ ... وللجَوْر معتاد وفي الحكم مُشْتَطّ
أنا المذنب المخطي وأنت فلم تزَلْ ... تغمِّد ما يأتي به المذنب المخطي
وأجدر خلق الله بالعفو والرّضا ... مُحبّ أتت منه الإساءة في الفَرْط
وقوله يستدعي بعض الأدباء مداعباً:
أيها الخِلّ الذي جد ... د للقصف نشاطي
والإمام الفرد في الش ... عر وفي دين اللّواط
أنا ما بين دنانٍ ... وقِيان وبواطي
وأباريقَ صُفوفٍ ... مثل غزلانٍ عواطي
من سُلافٍ تذر العا ... قلَ في حال اختلاط
وترى الشيخَ بها كالط ... فل في حال القِماط
كلّما رامتْ لها مز ... جاً يدُ السّاقي المُعاطي
وثبتْ كالُهرة الشّق ... راء من تحت السّياط
فأتِنا دون اعتلالٍ ... وتراخٍ وتباطي
وقوله في المنع من ركوب البحر:
يا من يخوض البحر مقتحماً ... ما بين لجّته الى الشّطّ
لا يُطمِعنّكَ ما حباكَ به ... فالبحر يأخذ ضعفَ ما يُعطي
الظّاء وقوله:
كم ضيعتْ منك المُنى حاصلاً ... كان من الأحزَم أن يُحفَظا
فالفظْ بها عنكَ فمن حقّ ما ... يُخفي صواب الرّأي أن يلفظا
وإن تعلّلتَ بأطعماعها ... فإنّما تحلُم مستيقظا
وقوله:
أقول وقد شطّتْ به غربة النوى ... وللحبّ سلطان على مهجتي فظّ
لئن بان عنّي من كلِفْت بحبه ... وشطّ فما للعين من شخصه حظّ
فإنّ له في أسود القلب منزلاً ... تكنّفه فيه الرّعاية والحِفْظ
أراه بعين الوهم والوهم مُدرك ... معانيَ شتّى ليس يُدركها اللحظ
العين وقوله:
يا قاتلَ الله قلبي كم يجشّمني ... ما يُعجِز الناسَ عن همّ وإزْماع
كم مهمَه قُذُفٍ تمشي الرياح به ... حسْرى تلوذ بأكناف وأجزاعِ
لا يملك الذّمْر فيه قلبه فرَقاً ... ولا يهِمّ به طرْف بتَهْجاع
يبيت للجنّ في أرجائه زجَل ... كالشَّرْب هُزّ بتطريبٍ وإيقاع
أعملت للمجد فيه كل يعمُلةٍ ... كالهَيْق تنصاع من أثناء أنساع
في ليلة لِحجاج الطّير دامسةٍ ... يأوي بها الذّئب من ذعْرٍ الى الرّاعي
مرَقْت من حوزها كالنّجم مرتدياً ... بمُرهف الحدّ مثل النجم قطّاع
لا يكسِب المجدَ إلا كلّ ذي مرَح ... يُرْخي العنانَ لسيلٍ منه دفّاع