خذوا اللومَ عنّي وخلوا الفؤاد ... لطائر حُسنٍ به عشّشا
ومن جرحتْه لِحاظ العيون ... فكيف يكون إذا جُمِّشا
ومن أم ورْدَ بن يحْيى الرّضا ... فكيف يحاذر أن يعْطشا
وليس بمُحوجِه وارد ... الى أن يمُدّ له في الرّشا
أغرّ قضى الله أن لا يُرَد ... د عمّا يريد وعما يشا
تنوب مهابتُه في القلوب ... مناب ظُباه وما جيّشا
مقيم من المُلك في سُدّةٍ ... ترى الذئبَ يصحب فيه الرّشا
تكاد تزاحم أفقَ السّما ... مناكِبُ أرضٍ عليها مشى
وجدنا مخائلهُ الزّاكيات ... نواطقَ عن مجده مُذْ نَشا
وقوله يصف بركة الحبش بمصر، وأورد السمعاني هذه الأبيات:
لله يومي ببِرْكة الحبَش ... والأفُق بين الضّياء والغبَش
والنّيل تحت الرياح مضطرب ... كصارم في يمين مُرتَعِش
ونحن في روضةٍ مفوقةٍ ... دبِّجَ بالنور عطفُها ووشي
قد نسجتْها يد الربيع لنا ... فنحن من نسجِها على فُرش
وأثقلَ النّاس كلّهم رجل ... دعاه داعي الصّبا فلم يطِش
فعاطِني الراح إنّ تاركَها ... من سورة الهمّ غير مُنتعِش
وسقِّني بالكبار مترَعَة ... فتلك أشْفى لشدة العطش
وقوله:
قمْ يا غُلام اسقِنا فإنّا ... الى مُعاطاتِها عِطاش
قمْ فانتعِشْنا بها دراكا ... فليس إلا بها انتِعاش
قم قتِّل الهمّ من أناسٍ ... ثم سُقوا صِرْفَها فعاشوا
في مثلِها وهي دون مِثلٍ ... خفّ وقار وطاش جاش
إنْ قُصّ من صبوةٍ جناح ... فهو بأقداحها يراش
وقوله:
لما رأيت الناسَ قد أصبحتْ ... صدورهم بالغلّ مغشوشهْ
وكلّ من أجبْتُه منهم ... منقلب العهد ولا الرّيشَهْ
لزمت بيتي وتجنّبتُهمْ ... فصرت من أطيبِهم عِيشَهْ
وقوله، وأول الأبيات استطراد:
أبا القاسم اشرَبْ واسقنيه سُلافة ... صفتْ فأتتْ تحكي ودادَ أبي الجيش
خليل فقدت الأنسَ يومَ فقدتُه ... وودّعت إذ ودّعتُه لذّة العيش
مُعنًّى بإرضاء النّديم مساعد ... على كل حالٍ من وقارٍ ومن طيْش
الصاد وقوله:
يا قوم هل لفؤادي ... مما يجنّ خلاصُ
إني بُليت بظَبي ... في القرب منه اعتياصُ
أضحتْ دموعي الغوالي ... وهنّ فيه رخاصُ
جرحت باللحظ خدّيْ ... هـ والقنا عَرّاص
فشك قلبي بلحظٍ ... لم تحمِنيه الدّلاص
وقال: هذا بهذا ... إنّ الجروح قصاصُ
وقوله وقد حبس:
يا رب ذي حسدٍ قد زدْته كمَدا ... إذْ رام يُنقِص من قدري فما نقصا
إني رخصْت ولم أنفُقْ فلا عجَبٌ ... للفضل في زمن النقصان إن رخصا
وإن حُبِسْت فخير الطّير محتبس ... متى رأيت حَداة أودعَ القَفَصا
الضاد وقوله في الشيب:
عذيري من طَوالعَ في عِذارى ... مُنيتُ بمنظر منها بغيض
له لوْنان مختلفان جِدّاً ... كما اختلط الدّجى بسنى الوميض
فسوّد من شباب غيرَ سودٍ ... وبيّض من مشيبي غيرَ بي
وقوله في صدر رسالة يصف كتاب صديق ورد عليه:
تدانت به الأقطار وهي بعيدة ... وصحّتْ به الآمال وهي مراض
فمن صدْغ لامٍ جالَ في خدّ مهرَق ... فراقَ سوادٌ منهم وبياض
ومن زهْر لفظٍ صابه الدّهر فازدهت ... له بين هاتيك السطور رياض
تُراح لها منّا قلوب وأنفُس ... وتؤسَى كلومٌ بالحشا وعضاض