طفقت تُزجّيه البوارقُ حُفّلاً ... تروي البلد بوبلها الغيْداق
حتى تسربل كل جِزْعٍ روضة ... محتَفّة بغديرِه الرّقراق
وإذا الهواء الطلق جرّ نسيمه ... أذيال أرديةٍ عليه رِقاق
ضمّ الغصون على الغصون كما التقى ال ... أحباب بالأحباب غِبّ فراق
فانعمْ بورد كالخدود ونرجس ... غضّ الجنى كنواظر الأحداق
حيّا به السّاقي المدير وربّما ... ألهاكَ عنه بمقلتيه السّاقي
رشأ يُنير دجى الظّلام بغُرّةٍ ... كالبدْرِ بل كالشمس في الإشراق
كتبَ الجمالُ بخطّه في خدّه ... هذي بدائع صنعةِ الخَلاّق
الدّعصُ حشْو إزاره والغصن طيْ ... يُ وشاحه والبدر في الأطواق
ما بان صبري يوم بان وإنّما ... بدّدْته من دمعيَ المُهراق
الكاف وقوله من قصيدة:
ملك أعزّ بسيفه دين الهُدى ... وأذلّ دينَ الكفر والإشراك
وأنار في ظُلم الحوادث رأيه ... فأراك فعل الشمس في الأحلاك
لم يبق في ظهر البسيطة جامح ... إلا استقاد لسيفه البتاك
ومنها:
يا شاكياً عنتَ الزّمان وجورَه ... ألمِمْ به تلمم بمُشْكي الشاكي
يا أرض لولا حلمه ووقاره ... ما دمْت ساكنة بغير حِراك
يا شمس لو واجهْت غُرّةَ وجهِه ... لسترت نوركِ دونها وسناك
يا سُحْب لو شاهدتِه يوم النّدى ... لحصرْت جودك عنده ونداك
شتّان بين اثنين هذا ضاحك ... أبداً لآمله وهذا باكي
وقوله من قصيدة:
أنّى يفوتك مطلب حاولتَه ... وظُباك ضامنة لك الإدراكا
وبراعة تنهل مسكاً أذفراً ... من راحة لا تعرف الإمساكا
اللام وقوله يشكر حسن وساطة الممدوح في خلاصه من الحبس:
حُيّيتَ من طللٍ برامة محول ... عبثت به أيدي الصّبا والشّمأل
وغدا بكَ النّوار من درر النّدى ... ينْآد بين مؤزّر ومكلّل
وإذا أدار بك الغمام كؤوسه ... شرب النّبات على غناء البلبل
دعْ ذا لهمّ في فؤادك شاغِلٍ ... عن ذكر دارٍ للحبيب ومنزل
طرقت عَوادٍ للخطوب عدتْك عن ... ذاك الغزالِ فلاتَ حين تغزّل
إنّي سُقيت من الخُطوب سُلافة ... جعل السُقاةُ مزاجَها من حنظل
كأس ثمِلْتُ بها فملت وإنّما ... دحضت بها قدمي من الشّرف العَلي
فاحلب بضَبْعَيْ منقذي من هوة ... أصبحتُ منها في الحضيض الأسفل
وامدد إليّ يد المغيث فكم يد ... لك أنقذَتْ من كل خطب معضِل
إنّي دعوتُك حين أجحفَ بي الرّدى ... فأغث فإني منه تحت الكلكل
فإليْك مفزَعُ كل عان خائف ... ولديك فُرجةُ كل باب مقفل
قد طالت الشّكْوى وأقصَرُ وقتِها ... مودٍ بكلّ تصبّرٍ وتجمّل
واشتدّت البلوى وأنت لرفعها ... فأجبْ فإني قد دعوتُك يا علي
عمر يمرّ وكُرْبة ما تنقضي ... أبد الزمان وغُمّة لا تنجلي
وزمان سخط ما له من آخرٍ ... ورجاء عفوٍ ما له من أوّل
كم ذا التّغافل عن وليّكَ وحده ... والأمرُ يحزم دون كل مؤمّل
وعلامَ يهمل أمرَه ويضيعُه ... من ليس للصنع الجميلبمهمل
قم في خلاصي واصطنعني تصطنع ... رطْبَ اللّسان مدير باع المقول
يُثْني عليكَ بما صنعتَ وربّما ... كرُمَ الثّناءُ فذُمّ عرف المبذل
وقوله ملغزاً بالبَكرة من قصيدة:
فما كُدريَة لم تَعْلُ مذ ... طارتْ ولم تسفُلْ