ذكرت معاهدا أقوت وكانت ... أواهل بالقريب وبالقصي
أقول وإن غدوت حليف شجو ... أعلل لوعة القلب الشجي
لأصرف عفة طرفي وكفي ... عن اللحظ العليل النرجسي
وأخزن منطقي عن كل هُجر ... وأهجر كلّ مِلْسَانٍ بَذِيّ
ولما أن رأيت الدهر يدني ... دَنِيَّا ثم يسطو بالسني
وجدت به على الأيام غيظا ... كما وجد اليتيم على الوصي
طلبت فما سقطت على خبير ... يخبّر عن ودود أو صفي
كما أني بحثت على كريم ... فما ألفيت ذا خلق رضي
ولولا واحد لسددت عيني ... فلم تفتح على شخص سري
هو الملك المعظم من ملوك ... ينير بها سنا الأفق السني
لهم همم تعالى كل حين ... يفوت بها ذرى النجم العلي
وحسن خلائق رقت فجاءت ... كما وهب النسيم مع العشي
مصون العرض مبذول العطايا ... ندي الترب مبرور الندي
جواد جوده أن سِيلَ سَيْلٌ ... ويأتي عرفه مثل الأتي
يمد إلى العفاة يمين يمن ... تُلَيِّنُ قَسْوةَ الدهر الأبي
تحلى ملكه بعلى نهاه ... كما ازدان المقلد بالحلي
تدار عليه أكواس المعالي ... فتأخذ١ من هِزَبْر أريحي
يطارد بالضحى خيل الأعادي ... ويأوي كل وفد بالعشي
لإبراهيم عند الله سرّ ... يدق به عن النظر الخفي
يرى غيب الأمور إذا ادلهمّت ... بعين الرأي والفكر البدي
ويوضح كل مشكلة فيرمي ... بها فيصيب شاكلة الرمي
درت صنهاجة ولها علاها ... بأن علاه مفتخر الندي
وتعلم أنه سيف محلّى ... لدفع الخطب أو قرع الكمي
وكم من سيد فيهم ولكن ... أتى الوادي فطمّ على القَرِيّ
أيا لَيْثَ الحروب ومن تردّى ... رداء الفضل والخلق الرضي
لقد أصبحت روح العدل حقا ... وأسود مقلة الملك الحفي
سواك يريح من وخد المطي ... ويقصر عن مدى الأمد القصي
وأنت تصادم العلياء لما ... غدت مرقى لكل فتى علي
تصادر كل معضلة نؤود ... متى هجمت بصدر السمهري
وتكشف كل غماء بهدي ... حكى هدي النبي الهاشمي
أبا إسحاق يا ابن أمير ملك ... يقصر عنه ملك التُّبَّعيِّ
ليوسف مفخر يروى ويتلى ... كما يتلى الحديث عن النبي
ركبت مناهج التقوى ففاتت ... أمورك كل أمر معتلي
وسرت بسيرة العمرين عدلا ... ولم تقعد مضاء عن علي
أيا ملك الملوك لدي قول ... فوطيء لي على كنف وطي
وحسِّن فضل أخلاق كرام ... إذا حيّت فعن مسك ذكي
لك الفضل الذي أوليتنيه ... فأشكره ولي حق الولي
وأمري مظلم بالشرق حتّى ... تبلجه لدى المولى العليّ
وهذا وقت خدمة كل أمر ... فسبب لي إلى السَّبب الحظي
ومهما دار قول نمقته ... رجال لا تضاف إلى سري
فلا تسمع لمشاء نميم ... ودع أقوال همّاز غوي
دعي في الصفاء فليس يعطي ... بقدر الحب والود الخفي
وليت قلوبنا شقت فتدري ... بها فضل الخؤون على الوفي
ويهني المجد عزّ نلت فيه ... جزيل الاجر بالسعي الزكي
كلامي قاده ودي فأهدي ... إليك قصيدة مثل الهدي
فخدها كالعروس تفوت طبعا ... أيا ويح الشجي من الخلي
وله من قصيدة فيه:
بيني وبين النوى دخل فان صدعت ... شملي فعنديَ تفويض وتسليم
وإن تكن نثرت سلكي نوى قذف ... فان سلك رجائي فيك منظوم
وله: