للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفديك من منزل بالنفس والذات ... كم لي بمغناك من أيام لذات

نجني بك العيش والآمال دانية ... أعوام وصل قطعناها كساعات

تُسْقَى لديك اغتباقات مسلسلة ... والدهر قد نام عنا باصطباحات

يا قبة الدهر لا زالت مجددة ... تلك المعالم ما دامت مقيمات

حفظت من قبة بيضاء حف بها ... نهر تفضض يجري بين دوحات

عليك منِّيَ ريحان السماء كما ... حيتك مسكة دارين بنفحات

لله يوم ضربنا للمدام به ... رواق لهو بكاسات وجامات

ومنها:

وللمياه ابتسام في جداولها ... كما تشق جيوب فوق لبات

حدائق أحدقتها للمنى شجر ... خضر وأودية حفت بروضات

جنات أنس رعى الرحمان بهجتها ... حسبت نفسي منها وسط جنات

منازل لست أهوى غيرها سقيت ... حيا يعمم وخصت بالتحيات

وله من قصيدة يهنيء فيها أخاه الوزير أبا الحسن بمولود:

خلصت إليك مع الأصيل الأنور ... أمنية مثل الصباح المسفر

غراء إلا أنها من خاطري ... بمكان أسود ناظري من محجري

أرجت شَذىً أرْجَاؤُها فكأنها ... قد ضمخت بلخالخ من عنبر

أهدت إليك مع النسيم تحية ... فتقت نوافجها بمسك أذفر

فأتت كما زارتك عاطرة اللمى ... بيضاء صيغت جوهرا في جوهر

هيفاء رود ذات خصر صائم ... ومعاطف لدن وردف مفطر

هزت جوانب همتي فكأنما ... عجبا بها أنا تُبَّع في حمير

يا حسن موقع ذلك الأمل الذي ... تزري حلاوته بطعم السكر

نظم السرور كما نظمت لآلئاً ... بيد الصبابة في مقلد معصر

ورد الكتاب، به فرحت كأنني ... نشوان راح في ثياب تبختر

لما فضضت ختامه فتبلجت ... بيض الأماني من سواد الأسطر

قبلت من فرح به خد الثرى ... شكرا ولا حظ لمن لم يشكر

يا مورد الخبر الشهي وحامل ال ... أمل القصي وهاديَ النبأ السري

زدني من الخبر الذي أوردته ... يا برد ذاك على فؤاد المخبر

صفحا وعفوا للزمان فإنه ... ضحكت أسرّة وجهه المتنمر

طلع البشير بنجم سعد لاح من ... أفق العلى وبشبل ليث مخدر

لله درك أي فرع سيادة ... أعطيته وقضيب دوحة مفخر

طابت أرومته وأينع فرعه ... والفرع يعرف فيه طيب العنصر

أنت الجدير بكل فضل نلته ... وحويته وبكل مكرمة حري

تهنى رُحَيْماً انها قد أنجبت ... برحيم المحمود أسنى مذخر

نامت عيون الدهر عن جنباته ... وحمت مناهله متون الضمر

وصفا له ولأخوة يتلونه ... ماء الحياء لديك غير مكدر

فلآنت بدر السعد وهو هلاله ... ولأنت سيف المجد وهو السمهري

أفدي البشير بمهجتي وبتالدي ... وبطار في وعذرت ان لم يعذر

بأبي أبوه أخي كبيري سيدي ... أسدى إليّ مواهبا لم تصغر

ذاك الذي علقت بعلق نفاسة ... منه المنى فكأنه لم يشعر

مصباح من هامت به ظَلْمَاؤُهُ ... ومنار هدي السائر المتحير

بدر ولكن إن تطلع كامل ... ليث ولكن عند عزمته جري

ندب تدل على علاه خِلاَلُهُ ... كالسيف يدري فضله في الجوهر

سيف تحلى بالعلاء رئاسة ... وصفت جواهره لطيب المكسر

لو كانت العلياء شخصا ماثلا ... لرأيته منها مكان المغفر

ومنها:

نحن الرحيميون إن ذكر الندى ... نذكر وإن ذكر الخنى لم نذكر

إن أخبروك أو اختبرت علاهم ... أنساك طول الخبر طيب المخبر

<<  <  ج: ص:  >  >>