للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "سورة الأحقاف":

أقول: سقط تفسير سورة الجاثية وهو ثابت في صحيح البخاري (١) وأخرج فيها حديث أبي هريرة في قوله: {وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} فقال: حدثنا الحميدي قال: أنا سفيان قال: حدثني الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تبارك وتعالى: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار" انتهى بلفظه.

قال القرطبي (٢): معناه: يخاطبني مرّ القول ما يتأذَّى به من يجوز في حقه التأذي والله منزه عن أن يصل إليه الأذى، وإنما هو من التوسع في الكلام، والمراد أن من وقع ذلك منه تعرض لسخط الله.

قوله: "وأنا الدهر":

قال الخطابي (٣): أنا صاحب الدهر ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جعل ظرفاً لمواقع الأمور، وكانت عادتهم إذا أصابهم مكروه أضافوه إلى الدهر، فقالوا: بؤساً للدهر ذماً له.

وقوله: [٤٠٨/ ب]: "أنا الدهر":

قال النووي (٤): بالرفع في ضبط الأكثرين والمحققين. ويقال: بالنصب على الظرف والرفع الأكثر.


(١) في "صحيحه" رقم (٤٨٢٦) وطرفاه في (٦١٧١، ٧٤٩١) وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (٢٢٤٦).
(٢) في "المفهم" (٥/ ٥٤٧) وانظر "فتح الباري" (٨/ ٥٧٥).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٨/ ٥٧٥).
(٤) في شرح "صحيح مسلم" (١٥/ ٣ - ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>