للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو داود (١): ما ذكرت في كتابي حديثاً أجمع الناس على تركه. قال ابن الأعرابي: لو أن رجلاً لم يكن عنده من العلم إلا الصحف، وهذا الكتاب - يعني: السنن لأبي داود - لم يحتج معهما إلى شيء من العلم، وكان علماء الحديث قبل أبي داود صنفوا الجوامع والمسانيد ونحوها فتجمع تلك الكتب إلى ما فيها من السنن والأحكام أخباراً وقصصاً ومواعظ وآداباً، فأما السنن المحضة فلم يقصد أحداً منهم إفرادها واستخلاصها، ولا اتفق له ما اتفق لأبي داود، وقال إبراهيم الحربي: لما صنف أبو داود هذا الكتاب أُلين له كما أُلين لداود الحديدُ.

الترمذي (٢): هو أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَورْة الترمذي، ولد سنة مائتين وتوفي بترمذ ليلة الإثنين الثالث عشر من رجب سنة تسع وسبعين ومائتين، هو أحد العلماء الحفاظ، لقي الصدر الأول من المشايخ: مثل قتيبة بن سعيد، ومحمد بن بشار، وعلي بن حُجْر وغيرهم من أئمة الحديث، وأخذ عنه خلق كثير، وله تصانيف كثيرة في علم الحديث، وهذا كتابه الصحيح (٣) أحسن الكتب [١٠/ ١ ب] وأكثرها فائدة وأقلها تكراراً.


(١) "قواعد التحديث" (ص ٣٣١) و"مختصرالمنذري" (١/ ٨).
وانظر رسالة الإمام أبي داود إلى أهل مكة في وصف سننه تحقيق د: محمد الصباغ. وكذلك حققها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة ضمن ثلاث رسائل في علم مصطلح الحديث.
(٢) انظر ترجمته في "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٦٣٣ - ٦٣٥ رقم ٦٥٨) و"ميزان الاعتدال" (٣/ ٦٧٨ رقم ٨٠٣٥) و"معجم البلدان" (٢/ ٢٦ - ٢٧) ومقدمة شرح الترمذي لأحمد محمد شاكر، و"تهذيب التهذيب" (٩/ ٣٤٤ - ٣٤٥ رقم ٦٣٨ - دار الفكر) ومقدمة الشيخ عبد الرحمن المباركفوري شارح "سنن الترمذي" باسم: "تحفة الأحوذي".
(٣) الاسم الصحيح لسنن الترمذي هو: "الجامع المختصر من السنن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومعرفة الصحيح والمعلول وما عليه العمل".
انظر "تحقيق اسمي الصحيحين واسم جامع الترمذي" للشيخ عبد الفتاح أبو غُدة (ص ٧٦ - ٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>