للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - وَعَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ - رضي الله عنه - أَنَّ في الْكِتابِ الَّذِي كَتبَهُ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِعَمْرِو بْنِ حَزْمٍ - رضي الله عنه -: "أَنْ لا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلاَّ طاهِرٌ". أخرجه مالك (١). [صحيح لغيره]

٥ - وَعَن ابْنُ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: مُطِرَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "أَصْبَحَ مِنَ النَّاسِ شَاكِرٌ وَمِنْهُمْ كَافِرٌ، قَالُوا: هَذِهِ رَحْمَةُ الله. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَقَدْ صَدَقَ نَوْءُ كَذَا وَكَذَا". فَأَنَزَلَ الله تَعَالَى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥)} حَتَّى بَلَغَ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)} (٢). أخرجه مسلم (٣). [صحيح]


(١) في "الموطأ" (١/ ١٩٩ رقم ١)، وهو صحيح لغيره.
قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وقد روى مسنداً من وجه صالح، وهو كتاب مشهور عند أهل السير معروف عند أهل العلم معرفة يستغني بها في شهرتها عن الإسناد.
(٢) سورة الواقعة آية: (٨٢).
(٣) في "صحيحه" رقم (٧٣)، وهو حديث صحيح.
وانظر: أسباب نزول القرآن للواحدي (ص ٦٣٨).
قال النووي في شرحه لـ "صحيح مسلم" (٢/ ٦٠ - ٦١): وأما معنى الحديث: فاختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا على قولين:
أحدهما: هو كفر بالله سبحانه وتعالى سالب لأصل الإيمان، فخرج من ملة الإسلام، قالوا: وهذا فيمن قال ذلك معتقداً أن الكواكب فاعل مدبر منشئ للمطر، كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم، ومن اعتقد هذا فلا شك في كفره، وهذا القول هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء، والشافعي منهم، وهو ظاهر الحديث قالوا: وعلى هذا لو قال: مطرنا بنوء كذا معتقداً أنه من الله تعالى وبرحمته, وأن النوء ميقات له، وعلامة اعتباراً بالعادة، فكأنه قال: مطرنا في وقت كذا، فهذا لا يكفر، واختلفوا في كراهته, والأظهر كراهته؛ لكنها كراهة تنزيه، لا إثم فيها، وسبب الكراهة أنها كلمة مترددة بين الكفر وغيره، فيساء الظن بصاحبها، ولأنها شعار الجاهلية، ومن سلك مسلكهم. =

<<  <  ج: ص:  >  >>