للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - وَعَنه (١) - رضي الله عنه -: أَنَّ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ كَانَتْ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ، فَكانَتْ لِرَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً، قُرَى عُرَيْنَة وَفَدَكْ وَكَذا وَكَذا، يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْها نَفَقَةَ سَنَتِهِمْ، ثُمَّ يَجْعَلُ ما بَقِيَ في السِّلاَحِ والْكُرَاعِ عُدَّةً في سَبِيلِ الله تَعَالَى، وَتَلاَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} (٢) الآية. وَقَالَ: اسْتَوْعَبْتْ هذِهِ الآيةُ هؤلاءِ وَللفُقَراء المُهاجِرِيْن الذينَ أخرجُوا مِن دِيارِهم وأمْوَالِهم؛ والذين تبوؤا الدّار والإيمانَ مِنْ قَبْلِهِم، والذينَ جاءوُا مِنْ بَعْدِهِم، فاسْتَوْعَبَتْ هَذِهِ النّاسَ، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ لَهُ فِيهَا حَظٌ وحَقٌّ، إِلاَّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ مِنْ أَرِقَّائِهمْ. أخرجهما أبو داود (٣). [بإسناد رجاله ثقات]

قوله في حديث [ابن عمر] (٤). "فما أوجفتم": هو من الوجيف: سرعة السير، أي: ما أجريتم، وقد فسره قوله بغير قتال.

قوله: "إلا رجلين": في البغوي (٥): "إلا ثلاثة نفر كانت بهم حاجة وهم: أبو دجانة سماك بن حرسه, وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة" فطابت بذلك نفس الأنصار، وأثنى


(١) عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.
(٢) سورة الحشر آية: (٧).
(٣) في "السنن" رقم (٢٩٦٦) بإسناد رجاله ثقات.
(٤) في هامش (ب) كذا في "الأم" وفي المتن عن عمر، وقد تقدم أنه عن محمَّد بن شهاب الزهري.
انظر: "جامع الأصول" (٢/ ٣٨٢ رقم ٨٤٠).
(٥) في "معالم السنن" (٨/ ٧٢).
وقال ابن حجر في "الكافي الشاف" (ص ٢٨٤) ذكره الثعلبي هكذا بدون سند.

<<  <  ج: ص:  >  >>