للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، آنِيَتُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي، فَيَقُولُ: ما تَدْرِي ما أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ". أخرجه الخمسة (١). [صحيح]

قوله: "آنفاً" بالمد أي: قريباً، ويجوز القصر في لغة قليلة، وقرئ (٢) به في السبع.

قوله: "فقرأ" قال الرافعي في "أماليه (٣) ": فهم فاهمون من الحديث أن السورة نزلت في تلك الإغفاءة، وقالوا: [القرآن] (٤) من الوحي ما كان يأتيه في النوم؛ لأن رؤيا الأنبياء وحي، وهو صحيح، لكن الأشبه أن يقال: القرآن كله نزل في اليقظة، وكأنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة، أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة فقرأها عليهم، وفسرها لهم قال: وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه، وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي، ويقال لها: برحاء الوحي. انتهى.

قلت: الذي قاله في غاية الإتجاه، وهو الذي كنت أميل إليه قبل الوقوف عليه، والتأويل الأخير أصح من الأول؛ لأن قوله: "أنزل عليَّ آنفاً" يدفع كونها نزلت قبل ذلك بل نقول: نزلت في تلك الحالة [وليس الإغفاء إغفاءة نوم بل الحالة] (٥) التي كانت تعتريه عند الوحي [قاله] (٦) السيوطي في الإتقان (٧).


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٤٩٦٤، ٦٥٨١) ومسلم في "صحيحه" رقم (٥٣/ ٤٠٠) وأبو داود رقم (٤٨٤٧) والترمذي رقم (٣٣٥٩) والنسائي رقم (٩٠٤).
(٢) انظر: "روح المعاني" (٢٦/ ٢٥٠ "إعراب القراءات السبع وعللها" (٢/ ٣٢٤).
(٣) قاله السيوطي في "الإتقان" (١/ ٧٣).
(٤) زيادة من (أ).
(٥) زيادة من (ب).
(٦) في (ب) قال.
(٧) في "الإتقان في علوم القرآن" (١/ ٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>