للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الحديث مشروعية (١) التوبة من جميع الكبائر، حتى من قتل الأنفس، ويحمل على أن [٤٦٩/ ب] الله إذا قبل توبة القاتل تكفل بإرضاء خصمه، وفيه (٢) أن الملائكة الموكلين ببني آدم يختلف اجتهادهم في حقهم بالنسبة إلى من يكتبونه مطيعاً أو عاصياً، وأنهم يختصمون في ذلك حتى يقضي الله بينهم، وفيه فضل العالم على العابد فإن الذي أفتاه أولاً أنه لا توبة له على غلبت عليه العبادة، فاستعظم وقوع ما وقع من ذلك القاتل من جرأته على قتل العدد الكثير، وأما الثاني فغلب عليه العلم فأفتاه بالصواب ودله على طريق النجاة (٣).

قال عياض (٤): وفيه أن التوبة تنفع من القتل كما تنفع من سائر الذنوب، وفيه حجة لمن أجاز التحكيم، وأن من رضي الفريقان بتحكيمه فحكمه جائز عليهم.

قوله: "فجعل ينوء" أي: ينهض.

قوله: "فأوحى الله إلى هذه أن تباعدي" أي: إلى أرض السوء، وهذا من محبته تعالى لتوبة عبده ورجوعه إليه.

٨ - وَعَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: إِنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ". أخرجه الترمذي (٥). [حسن]


(١) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٥١٧ - ٥١٨).
(٢) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٥١٧ - ٥١٨).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (٦/ ٥١٨).
(٤) في "إكمال المعلم بفوائد مسلم" (٨/ ٢٦٩).
(٥) أخرجه الترمذي في "السنن" رقم (٢٥٠١) وابن ماجه رقم (٤٢٥١) وأحمد (٣/ ١٩٨) والحاكم (٤/ ٢٤٤). وهو حديث حسن.

<<  <  ج: ص:  >  >>