للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما وقع منها على خلاف المعتقد فهو كما يقع لليقظان، قال: ونظيره إن الله خلق الغيم علامة للمطر، وقد يتخلف، وتلك الاعتقادات تقع تارة بحضرة الملك فيقع بعدها ما يسر، وتقع بحضرة الشيطان فيقع منها ما يضر، والعلم عند الله. انتهى.

قلت: وقد فصل - صلى الله عليه وسلم - الرؤيا فيما أخرجه مسلم (١) ولفظه: "والرؤيا ثلاث: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث به المرء نفسه" انتهى.

١ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِذَا اقتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُؤْمِنِ تَكْذِبُ، وَرُؤْيَا الْمُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ". أخرجه الخمسة (٢) إلا النسائي. [صحيح]

وزاد بعضهم: "وَمَا كَانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فَإِنَّهُ لاَ يَكْذُبُ".

قوله في حديث أبي هريرة: "إذا اقترب الزمان" قيل (٣): معناه تقارب زمان الليل والنهار، وهو وقت استوائهما أيام الربيع، وذلك وقت اعتدال الطبائع الأربع غالباً، والمعبرون يزعمون أصدق الرؤيا ما كان وقت اعتدال الليل والنهار، وقيل: معناه اقتراب الساعة وهو الصواب، وذلك أن أكثر أهل العلم يقبض حينئذٍ وتندرس معالم الديانة، فيكون الناس على مثل الفترة إلى مذكر ومجدد لما درس من الدين كما كانت الأمم تذكر بالأنبياء، لكن لما كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الأنبياء عوضوا [٤٧٢/ ب] بالرؤيا الصادقة التي هي جزء من النبوة.


(١) في صحيحه رقم (٢٢٦٣).
وأخرجه البخاري في صحيحه رقم (٧٠١٧) وأبو داود رقم (٥٠١٩) والترمذي رقم (٢٢٧٠، ٢٢٨٠) وابن ماجه مقطعاً برقم (٣٩٠٦، ٣٩١٧، ٣٩٢٦).
(٢) أخرجه أبو داود رقم (٧٠١٧) ومسلم رقم (٢٢٦٣) وانظر "التعليقة المتقدمة".
(٣) انظر: تفصيل هذه الأقوال في "فتح الباري" (١٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>