للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "ون ديننا قد طاب" أي: كمل واستقرت أحكامه، وتمهدت قواعده، والرفعة أخذها من رافع كأخذ العاقبة من عقبة، وفيه أن التعبير يؤخذ من ألفاظ الرؤيا.

٥ - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "رَأَيْتُ امْرَأةً سَوْدَاءَ ثَائِرَةَ الرَّأْسِ خَرَجَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ حَتَّى نَزَلَتْ بِمَهْيَعَةَ وَهِيَ الْجُحْفَةُ؛ فَأَوَّلْتُ أَنَّ وَبَاءَ الْمَدِينَةِ نُقِلَ إِليْهَا. أخرجه البخاري (١) والترمذي (٢). [صحيح]

قوله في حديث ابن عمر: "رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس" أي: شعر (٣) الرأس زاد في رواية: "تفلة (٤) " بفتح المثناة وكسر الفاء، أي: كريهة الرائحة.

قوله: "مهيعة (٥) " بفتح الميم، وسكون الهاء بعدها مثناة تحتية، ثم عين مهملة، وقيل بوزن عظيمة وهي الجحفة، هذه اللفظة مدرجة (٦) من قول موسى بن عقبة.

قوله: "فأولت أن وباء المدينة نقل إلى الجحفة".

قال [ابن التين (٧)]: هذه الرؤيا من قسم المعبرة، وهي مما ضرب به المثل ووجه التمثيل أنه اشتق من لفظ السوداء السوء والذل، فتأول خروجها بما جمع اسمها، وتأول من ثوران شعر راسها أن الذي يسوء ويثير الشرّ يخرج من المدينة.


(١) في صحيحه رقم (٧٠٣٨) وطرفاه رقم (٧٠٣٩، ٧٠٤٠).
(٢) في "السنن" رقم (٢٢٩٠).
(٣) ذكره الحافظ في "الفتح" (١٢/ ٤٢٥).
(٤) انظر: "غريب الحديث" للهروي (١/ ٢٦٤)، "الفائق" للزمخشري (١/ ١٥١).
(٥) انظر: "غريب الحديث" للخطابي (١/ ٢٠٦)، "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٦٩٣).
(٦) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (١٢/ ٤٢٥ - ٤٢٦).
(٧) كذا في المخطوط، والذي في "فتح الباري" (١٢/ ٤٢٦)، قال المهلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>