للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال النووي (١): وقد كثرت الأحاديث بسؤال العافية، ومن الألفاظ العامة المتناولة [١٤٤/ أ] لدفع جميع المكروهات، اللهم إني أسألك العافية لي، ولجميع أحبائي، ولجميع المسلمين.

قوله: "إن الجنة تحت ظلال السيوف" قال القرطبي (٢): هذا من الكلام النفيس "الجامع" الموجز المشتمل على البلاغة، وعذوبة اللفظ فإنه أفاد الحض على الجهاد، والإخبار بالثواب عليه, والحث على مقاومة العدو، واستعمال السيوف، والاجتماع حين الزحف حتى تصير السيوف تظلل المقاتلين. انتهى.

وفي "الجامع" (٣) جعل ظلال السيوف في القتال شاملة للجنة؛ لأن من دخل تحت ظل السيف في سبيل الله فقد دخل الجنة, ومعناه: الدنو من القرن حتى يعلوه ظل سيفه، ولا يفر منه.

قوله: "اللهم منزل الكتاب إلى آخره" [إشارة] (٤) بهذا الدعاء إلى وجوه النصر عليهم "فبالكتاب" إلى قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ} (٥)، "وبمجري السحاب" إلى القدرة (٦) الظاهرة إلى تسخير السحاب حيث تحركه الرياح بمشيئة الله، وحيث تستقر سحابة مع هبوب الريح، وحيث تمطر تارةً، وأخرى لا تمطر، فأشار بحركته إلى إعانة المجاهدين في حركتهم في القتال، وبوقوفه إلى إمساك أيدي الكفار عنهم، وبإنزال المطر إلى غنيمة ما معهم حيث يتفق قتلهم، وإلى هزيمتهم حيث لا يحصل الظفر بشيء منهم، وكلها أحوال صالحة


(١) في شرحه لـ "صحيح مسلم" (١٢/ ٤٦).
(٢) في "المفهم" (٣/ ٥٢٥).
(٣) (٢/ ٥٦٨ - ٥٦٩) ولم أجده بهذا النص.
(٤) في (أ) أشار.
(٥) سورة التوبة الآية (١٤).
(٦) قاله الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>