للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمسلمين، وأشار (١) "بهازم الأحزاب" إلى التوسل بالنعمة السابقة, وإلى تجريد التوكل، واعتقاد أن الله هو المنفرد بالفعل، وفيه التنبيه على عظم هذه النعم الثلاث، فإن بإنزال الكتاب حصلت النعمة الأخروية، وهو الإسلام وبتسخير السحاب حصلت النعمة [١٥ ب] الدنيوية، وهي الرزق، وبهزيمة الأحزاب حصل حفظ النعمتين، فكأنه قال: اللهم كما أنعمت بعظيم النعمتين الدنيوية والأخروية, وحفظهما فأبقهما، ذكره في "فتح الباري" (٢).

٧ - وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ الكِنْدِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الحَقِّ وَيُزِيغُ الله تَعَالَى لهُمْ قُلُوبَ أَقْوَامٍ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ, وَحَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ الله، وَالخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وَهُوَ يُوحَى إِلَيَّ أَنِّى مَقْبُوضٌ غَيْرَ مُلَبَّثٍ، [وَأَنْتُمْ] (٣) تَتَّبِعُونِي، أَلاَ فَلَا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ، وَعُقْرُ دَارِ المُؤْمِنِينَ الشَّامُ". أخرجه النسائي (٤). [صحيح]

"عُقْرُ الدَّار" (٥) بضم العين المهملة وفتحها: أصلها، وأشار بذلك إلى أن الشام تكون عند ظهور الفتن آمنة, والمسلمون بها أسلم.

قوله: "في حديث سلمة بن نفيل: يُريع (٦) الله لهم" بالراء، ومثناة تحتية, فعين مهملة من الريع النماء والزيادة، وكأن المراد يلقي لهم محبة زائدة في قلوب أقوام من الأمة فيصلونهم بالأرزاق

قوله: حتى تقوم الساعة، فيه استمرار الجهاد، وداومه.


(١) قاله الحافظ في "الفتح" (٦/ ١٥٧).
(٢) (٦/ ١٥٧).
(٣) في المخطوط (أ. ب) (وأنكم) وما أثبتناه من سنن النسائي.
(٤) في "السنن" رقم (٣٥٦١) وهو حديث صحيح.
(٥) "الفائق" للزمخشري (٢/ ١٦٩) "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٣٦).
(٦) "غريب الحديث" للهروي (٣/ ٣٢٩)، "المجموع المغيث" (١/ ٨٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>