انفسخ حجه شاء أو أبى، وفي إرشادنا إلى كلامه كفاية، والدال على الخير كفاعله، إذ نقله واستيفاء (١) ما فيه يستغرق الكلام، ويخرج عن المرام من تأليف هذه التعليقة.
٧ - وعند أبي داود (٢): كَانَ أَبُو ذَرٍّ يَقُولُ فِيْمَنْ حَجَّ ثُمَّ فَسَخَهَا عُمْرَةً لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ إِلَّا لِلرَّكْبِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خَاصَّةً. [صحيح موقوف].
٨ - وَعَنْ أَبِي جَمْرَةَ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - عَنِ المُتْعَةِ فَأَمَرَنِي بِهَا، وَسَأَلْتُهُ عَنِ الهَدْىِ فَقَالَ فِيهَا جَزُورٌ أَوْ بَقَرَةٌ أَوْ شَاةٌ أَوْ شِرْكٌ فِي دَمٍ، قَالَ: وَكَأَنَّ نَاسًا كَرِهُوهَا، فَنِمْتُ فَرَأَيْتُ فِي المنَامِ قَائِلَاً يَقُولُ: عُمْرَةٌ مُتَقَبَّلَةٌ وَحَجٌّ مَبْرُورٌ، فَأتَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ فَأَخبرْتُهُ فَقَالَ: الله أَكْبَرُ سُنَّةُ أَبِي القَاسِمِ - صلى الله عليه وسلم -. أخرجه الشيخان (٣). [صحيح].
قوله: "وعن أبي [١٣٦ ب] جمرة" (٤) بالجيم والراء هو نصر - بالصاد المهملة - بن عمران بن عصام بن صعصعة الضبعي، بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة النصري، روى عن ابن عباس وغيره وليس في البخاري ومسلم أبو جمرة سواه.
وقد روى عن ابن عباس جماعة كلهم أبو حمزة بالمهملة والزاي، إلّا هذا، فإنه بالجيم والراء إن أطلق، فإن أرادوا غيره مما هو بالمهملة قيّدوه بالاسم أو بالوصف أو باللقب.
وقال الحاكم أبو أحمد ليس في المحدثين من يكنى أبو جمرة سواه.
قوله: "فأخبرته" فقال لي: أقم عندي وأجعل لك سهماً من مالي، قال شعبة: فقلت: لم؟ فقال: للرؤيا التي رأيت.
= وانظر: مزيد تفصيل "زاد المعاد" (٢/ ١٨١ - ١٨٢).
(١) انظر "نيل الأوطار" (٩/ ١٤٧ - ١٦٧ - بتحقيقي).
(٢) في "السنن" رقم (١٨١٧) وهو أثر صحيح موقوف, انظر ما تقدم من كلام ابن القيم.
(٣) البخاري رقم (١٥٦٧، ١٦٨٨) ومسلم رقم (١٢٤٢).
(٤) انظر: "التقريب" (٢/ ٤٠٧ رقم ٢٨)، "تهذيب التهذيب" (٤/ ٢٢٠).