للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالألف منصوباً لأنه مصروف بلا خلاف، والمراد بتسميتهم ذلك لأنهم كانوا يؤخرون حرمة المحرم إلى صفر، فيسمون المحرم صفراً ويستحلونه بالغارات والنهب، ويحرمون بدله صفراً، ويسمونه المحرم فرارًا من توالي ثلاثة أشهر محرمة لضيقها عليهم وقد ضللهم الله في ذلك.

قوله: "إذا برأ الدبر" (١) بفتح الدال المهملة والموحدة، ما يحصل بظهور الإبل من الحمل عليها ومشقة السفر، فإنه كان يبرأ بعد انصرافهم من الحج.

قوله: "وعفا الأثر" (٢) بالمثلثة بعد همزة مفتوحة، أي: أندرس أثر الإبل في سيرها، ويحتمل أثر الدبر المذكور وانسلخ صفر أي: المحرم الذي سموه صفراً بزعمهم وهذه الراءات تقرأ ساكنة لإرادة السجع. [١٨٠/ أ].

قوله: "صبيحة رابعة" بفتح الصاد المهملة والمراد برابعة ليلة رابعة من ذي الحجة.

قوله: "أي الحلّ" لأنهم كانوا يعرفون أنّ للحج تحلتين فأرادوا بيان ذلك فبين لهم أنهم يتحللون الحل كله؛ لأنّ العمرة ليس لها إلاّ تحلل واحد بخلاف الحج فإنه تحللين:

الأول: بعد رمي جمرة العقبة، فإنه يحل كل شيء ما عدا النساء.

والثاني: بعد طواف الإفاضة فإنه يحل كل شيء.

٢٢ - وعند مسلم (٣) والترمذي (٤): قال - صلى الله عليه وسلم -: "دَخَلَتِ العُمْرَةُ في الحَجِّ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ": أَيْ دَخَلَ عَمَلُهَا في عَملِ الحَجِّ لِلْقَارِن. [صحيح].


(١) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٥٥٠)، "المجموع المغيث" (١/ ٦٣٦).
(٢) انظر: "القاموس المحيط" (١٦٩٣)، "النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٢٣٠).
(٣) في "صحيحه" رقم (٢٠٣/ ١٢٤٠).
(٤) في "السنن" (٩٣٢).
وأخرجه أبو داود رقم (١٧٩٠)، والنسائي رقم (٢٨١٥)، وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>