للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في حديث أبي أيوب: يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته". قال الترمذي (١): إنّ العمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول أحمد وإسحاق [وأفتى] (٢) بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنّه ضحى بكبش فقال: عمّن لم يضحِّ من أمتي" (٣).

وقال بعض أهل العلم: لا تجزي الشاةِ إلاّ عن نفس واحدة، وهو قول عبد الله بن المبارك وغيره من أهل العلم. انتهى.

قوله: "أخرجه الترمذي".

قلت: وقال (٤): هذا حديث حسن صحيح، ولفظه عن عطاء بن يسار: سألت أبا أيوب: كيف كانت الضحايا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: كان الرجل يضحِّي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون حتى تباهى الناس فصارت كما ترى. انتهى.

فأفاد أنّه كان ذلك على عهده - صلى الله عليه وسلم -.

٦ - وعن ابن شهاب قال: مَا نَحَرَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ إِلاَّ بَدَنَةً وَاحِدَةً أَوْ بَقَرَةً وَاحِدَةً.


(١) في "السنن" (٤/ ٩١).
(٢) في المخطوط: وأمتى. وما أثبتناه من "سنن الترمذي".
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٣٦٢)، وأبو داود رقم (٢٨١٠)، والترمذي رقم (١٥٢١)، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه ... والمطلب بن عبد الله بن حنطب, يقال: إنّه لم يسمع من جابر.
قال أبو حاتم الرازي: "وجابر يشبه أن يكون أدركه".
"الجرح والتعديل" (٨/ ٣٥٩ رقم ١٦٤٤).
وقال أيضاً في "المراسيل" (ص ٢١٠): ولم يسمع من جابر، ولا من زيد بن ثابت ولا من عمران بن حصين.
قلت: ورواية الطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ١٧٧ - ١٧٨) ترد ذلك؛ لأنّه صرّح بالتحديث عنده.
وهو حديث صحيح والله أعلم.
(٤) في "السنن" (٤/ ٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>