للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مأخوذ من قوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (١) فهما أخوان بأخوة الإسلام.

وقوله: "النصيران" تثنية نصير، وهو المبالغ في نصرة غيره، فهو إعلام بأن كل أخ منهم نصير لأخيه [١٦/ أ] ويأتي إفادة إيضاحه في حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ثم إنه - صلى الله عليه وسلم - أخبره بما يجب من الهجرة بقوله: "لا يقبل من مشرك بعد ما أسلم عمل من أعمال الإسلام، ولا يثاب عليه إلا أن يفارق أو إلى أن يفارق" (٢) فيفارق يتصور بأن المقدرة، وأو بمعنى: إلا أو إلى كما عرف في النحو.

"المشركين إلى المسلمين" أي: يخرج من دار الشرك إلى دار الإسلام، وهذه الهجرة كانت واجبة لا يقبل عمل إلا بها إلا من عذره من المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، ثم نسخت من مكة بعد فتحها إذ بعده صارت دار إسلام.

٢٥/ ١٢ - وعن سفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله! قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: "قُلْ: آمَنْتُ بِالله تَعَالَى ثُمَّ اسْتَقِم" أخرجه مسلم (٣) [صحيح].

قوله: "سفيان بن عبد الله الثقفي":

أقول: في "الاستيعاب" (٤): معدود في أَهْلِ الطائف، له صُحْبَةٌ وسماع ورواية كان عاملاً لعمر بن الخطاب على الطَّائِف روى عنه ابنُه عبد الله بن سفيان وغيره.


(١) الحجرات: ١٠.
(٢) وهو جزء من حديث بن حكيم بن معاوية بن حيدة المتقدم.
(٣) في "صحيحه" رقم (٦٢/ ٣٨).
(٤) في "الأستيعاب" (ص ٢٩٥) رقم (٩٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>