كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير

الباب الثاني: في حد الزنا [وفيه فصلان] - الفصل الأول: في أحكامه - ج: 3 - ص: 523

وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ} (١)، ثُمَّ نَزَلَت آَيَةُ الْرَّجْمِ في الْنُّوْرِ، فَكَانَ الأّوَّلُ لِلْبِكْرِ، ثُمَّ رَفعَتْهُ آَيَةُ الرَّجْمِ مِنَ الْتِلاَوَة، وَبَقِيَ الحُكْمُ بِهَا. أخرجه أبو داود (٢) إلى قوله: {مِائَةَ جَلْدَةٍ} [إسناده حسن]، وأخرج باقيه رزين.

قوله: "في حديث ابن عباس: يأتين الفاحشة" في "الفتح" (٣): هي كل ما اشتد قبحه من الذنوب فعلًا أو قولًا، وكذا الفحشاء ومنه الكلام الفاحش، ويطلق غالبًا على الزنا فاحشة ومنه: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً} (٤)، وأطلق على اللواط باللام العهدية في قول لوط لقومه: {لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} (٥) ومن [ثمة] (٦) كان حدّه حد الزاني على الأكثر. انتهى.

قوله: "إلى قوله: سبيلاً" فإنه تعالى أمر باستشهاد أربعة من المؤمنين على أنهن أتين الفاحشة [٢٤٣ ب]، وبعد الإشهاد أمر بإمساكهن في البيوت، أي: حبسهن فيها، وجعل له غاية هي وفاتهن، أو جعله تعالى لهن سبيلاً، وقد جعله تعالى كما في الحديث الذي أخرجه الشافعي (٧) ومسلم (٨) وأبو داود (٩) والترمذي (١٠).

---

(١) سورة النور الآية (٣).
(٢) في "السنن" رقم (٤٤١٣) بإسناد حسن.
(٣) في "فتح الباري" (١٢/ ١١٣)، وانظر: التعريفات (ص ١٧٢). "مفردات ألفاظ القرآن" (ص ٢٥٦٢).
(٤) سورة الإسراء الآية (٣٢).
(٥) سورة العنكبوت الآية (٢٨).
(٦) كذا في المخطوط، والذي في "الفتح": ثمَ.
(٧) انظر: البيان (١٢/ ٣٤٩).
(٨) في "صحيحه" رقم (١٢/ ١٦٩٠).
(٩) في "السنن" رقم (٤٤١٥).
(١٠) في "السنن" رقم (١٤٣٤).