للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه ومفعال غريب في المكان، قاله في "النهاية" (١).

قوله: "ما تجدون في التوراة" قال الباجي (٢): يحتمل أن يكون أعلم بالوحي أن حكم الرجم فيها ثابت على ما شرع لم يلحقه تبديل، ويحتمل أن يكون علم ذلك بإخبار عبد الله بن سلام أو غيره، وقوله: ما تجدون، قال العلماء (٣): هذا السؤال ليس لتقليدهم ولا لمعرفة الحكم منهم، وإنَّما هو لإلزامهم بما يعتقدونه في كتابهم.

قوله: "يحمم" (٤) بالحاء المهملة أي: يصب عليه ماء حار مخلوط بالرماد، وقيل: يسوّد وجهه بالفحم، والتجبيه (٥): بالجيم فموحدة فمثناة تحتية, من جبهة الرجل إذا قابلته بما يكره من قول أو فعل، وقيل: هي بوزن تذكرة ومعناها الركوب معكوساً وهو الذي في [٢١٩/ أ] الرواية هنا، وهو مدرج من كلام الزهري؛ لأن أصل الحديث من روايته وحاصله [٢٦٢ ب] إحتمال أنه من الجبْه من جبهه وهو الاستقبال بالمكروه أو من التجبيه.


(١) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٥٦٤). وانظر: "المجموع المغيث" (١/ ٦٥٠).
(٢) في "المنتقى" (٧/ ١٣٣).
(٣) قاله النووي في شرح "صحيح مسلم" (١١/ ٢٠٨).
(٤) انظر "القاموس المحيط" (ص ١٤١٨) "النهاية في غريب الحديث" (١/ ٤٣٩).
(٥) أصل التجبيه أن يحمل اثنان على دابة, ويجعل قفا أحدهما إلى قفا الآخر، والقياس أن يقابل بين وجوههما؛ لأنه مأخوذ من الجبهة, والتجبية أيضاً: أن ينكس رأسه, فيحتمل أن يكون المحمول على الدابة إذا فُعل به ذلك نكس رأسه, فسمي ذلك الفعل تجبيهًا، ويحتمل أن يكون من الجبْه وهو الاستقبال بالمكروه, وأصله من إصابة الجبهة, يقال: جبهته إذا أصبت جبهته.
"النهاية في غريب الحديث" (١/ ٢٣٣). غريب الحديث للهروي (٤/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>