للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: والأوزاعي رأى المصلحة في تأخير إقامة الحد لا أنه عمل بحديث بسر ثم إنه عمم الأوزاعي الحدود كلها، وحديث بسر في القطع.

واعلم أنه قد تكلم [٢٧٧ ب] العلماء في بسر؛ فقال الذهبي في "الميزان" (١): بسر بن أبي أرطأة يقال له صحبة وقيل لا، وقال الواقدي: قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - وبسر صغير لم يسمع منه، وقال ابن معين (٢): كان رجل سوء، أهل المدينة ينكرون أن يكون له صحبة. انتهى.

وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٣): يقال أنه لم يسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم -، هذا قول الواقدي وابن معين وأحمد وغيرهم، وقالوا: خرف في آخر عمره, وكان ابن معين يقول: لا تصح له صحبة، وكان يقول فيه: رجل سوء.

قال أبو عمر - يعني ابن عبد البر (٤) - قال: ذلك - أي ابن معين - لأمور عظائم ركبها في الإسلام فيما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضاً، ذبحه ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهما صغيران بين يدي أمهما، وكان معاوية قد استعمله على اليمن أيام صفين، وكان عليها عبيد الله بن العباس لعلي - رضي الله عنه -، فهرب عبيد الله حين أحس ببسر بن أرطأة، ونزلها بسر فقضى فيها هذه القضية الشنعاء.


(١) (١/ ٣٠٩ رقم ١١٦٨).
(٢) ذكره الذهبي في "الميزان" (١/ ٣٠٩). وانظر: تاريخ الدوري (٣/ ١٥٢) و (٤/ ٤٤٩).
(٣) رقم الترجمة (٢٠٤ - الأعلام).
(٤) في "الاستيعاب" (ص ٨٨ رقم ٢٠٤ - الأعلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>