للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "في حديث ابن المسيب ربيعة بن أمية" قال ابن الأثير (١): هو ربيعة بن أمية بن خلف الجمحي، غربه عمر إلى خيبر فلحق بقصير فتنصر، قال: وأقام متنصراً حياة عمر، فلما ولي عثمان أرسل إليه أبا الأعور السلمي يقول له: يراجع الإسلام فلم يجبه إلى ذلك. انتهى.

قوله: "لا أغرب بعده مسلماً" نظراً منه إلى ترجيح مصلحة إسلامه على مفسدة كفره وردّته، ثم إن هذا اجتهاد من عمر قياساً على تغريب الزاني فإن الأمر بالتغريب إنما ورد في البكر الزاني، ولذا قال عمر "لا أغرب بعده مسلماً" في شرب الخمر لا الزاني فقد ورد به النص.

١٠ - وَعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ - رضي الله عنه -: أَنَّ رَجُلاً كَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَحْيَانَاً، وَكَانَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِىَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: اللهمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ، فَقَالَ - صلى الله عليه وسلم -: "لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَالله مَا عَلِمْتُ [إلا] (٢) أَنَّهُ يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ". أخرجه البخاري (٣). [صحيح].

وفي رواية لأبي داود (٤) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لَا تَقُولُوا هَذَا، وَلَكِنْ قُوْلُوا: اللهمَّ ارْحَمْهُ، اللهمَّ تُبْ عَلَيْهِ. [صحيح].

قوله: "في حديث عمر كان يلقب حماراً" واسمه عبد الله كما في البخاري (٥) فإنه قال: "إن رجلاً كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسمى عبد الله ويلقب حماراً".


(١) في "الجامع" (٣/ ٥٩٣).
(٢) في المخطوط (أ. ب) زيادة إلا، وهي ليست من ألفاظ البخاري، ولم يذكرها ابن الأثير في "جامع الأصول" (٣/ ٥٩٣). ولكنها جاءت في رواية في "شرح السنة": "فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله".
(٣) في "صحيحه" رقم (٦٧٨٠).
(٤) في "السنن" رقم (٤٤٧٧)، وأخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (٦٧٧٧، ٦٧٨١).
(٥) في "صحيحه" رقم (٦٧٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>